Saturday, September 19, 2020

جديد ارثوذكس : ترنيمة مين اللي يقدر للمرتل ساتر ميخائيل والمرنمة مارفي صموئيل ..... جميلة جداااااااً





بسم الآب والابن والروح القدس
الإله الواحد أمين


ترنيمة مين اللي يقدر
ساتر ميخائيل
مارفي صموئيل



https://www.youtube.com/watch?v=lSvrMyxAOos


via †† ارثوذكس †† https://ift.tt/3mzgnTH
Sunday, August 30, 2020

جديد ارثوذكس : اليوم مع ربنا بــــ 100 سنة

هناك راهب عاش يقول لكل من يقابله وبفرح زائد
"الساعة مع ربنا بمائة عام "
وكان الناس لايفهمون كلامه ، وهو أيضاً لميكن يفهم
مايقول ولكنه كان يحسبها
هكذا قائلاً" : إذا كنت أنا واقف مع الله بعض اللحظات
وأحس أنها تمر كدقيقة واحدة
، إذن قضيت ساعة كاملة مع الله فستوازى مائةسنة "
ومرت الأيام والسنون بهذا
الراهب وهو يقولهذا القول ومقتنع تماماً... إلى أن
حدث فى أحد الأيام أن
خرج هذا الراهبمن الدير ليقول مزامير الغروب
فى الصحراءبجوار أسوار
الدير كما تعوّد يومياً...لكنه وهو بعد على مقربة
من الدير فوجئ بحمامة ناصعة
البياض وجميلة جداً وبهيةالمنظر ، تقف أمامه
فإقترب منها قليلاً
فاقترب أكثر لكى يلمسها ، فابتعدت قليلاً عنه ،
وهكذا استمر هو فى الاقتراب
والحمامة فى الابتعاد قليلاً قليلاً ، حتىوجد
نفسه فى مغارة ملآنة بأمثال
تلك الحمامةوكانوا يسبحون سوياً فانتعشت
روحه وأخذ يقول مزاميره وسط
هذا التسبيح الملائكى الرنان الذى لايعرف له
مصدر وكان مأخوذاً بشدة بشكل
هذا الحمام الذى ظن فى داخله بلا أدنى شك أنه
ملائكة تسبح وهم على شكل
حمام بهى المنظر ..المهم أن أبونا الراهب أخذ
يصلى مزاميره مبتهجاً متعمقاً
فى الصلاة مبتهلاً الى الله كى يقبله وبعد لحظات
لمح الساعة التى بيده ، فعرف أنه
قضى ساعة من الزمن خارج الديرفخشى أن يبحث
عنه الرهبان فى الصحراء ..فخرج
من ذلك الكهف مسرعاً وهو حزين لتركه هذه
المناظر السماوية ورجوعه ثانية
الى مكانه ..وصل الى الدير لاهثاً ففوجئ أن
جدران الدير قد تغير لونها بعض
الشئ ثـــم
رن جرس الباب فخرج له راهب غريب ويقول له
:"هل يمكننى مساعدتك؟"
فتعجب الراهب جداً وقال له أليس هذا هو دير
القديس.. ؟
قال له :" نعم ، "
قال له:" أنا راهب فى هذا الدير
من أنت ياترى ؟!! "
فتعجب الأب الراهب البواب على من يسأله من أنت ؟! ..
وقال له الأب البواب ": أنا أب من آباء هذاالدير
والمفروض أن أسألك أنا من أنت؟" فقال
له الأب:" أنا الأب فلان وأنا لاأعرفك فكيف
ترهبنت وأنا لاأعرفك "
هنا أحس الأب البواب أن هناك فى الأمر شيئاً
فذهب به الى أبيه رئيس الدير
وعرفه ماقاله هذا الأب الذى يظهر من مظهره أنه راهب ،
فسأله رئيس الدير فى هدوء وقال له :
" ياأبى
من أنت ومن أين أتيت؟ "
أجاب الراهب صاحب قصتنا قائلاً "إننى
الراهب فلان … وأنا إبن هذا الدير،
ولم أخرج خارج أسوار ديرى هذا سوى ساعة واحدة
ولاأدرى ماحدث أثناءها ..
والرئيس للدير هوالأب فلان ... وليس قدسك!!..
أجاب الأب الرئيس وقال له:" هذا الأب كان
موجوداً رئيساً للدير بالفعل ولكن
كان هذا منذ مايقرب من مائة عام ,ثم أتوا
بمستندات الدير فوجدوا إسم هذا الراهب كان
موجودا قبل مائة عام ومكتوب بجوار إسمه:
"خرج من الدير ليصلي صلاة الغروب ولم يوجد
بعد هذا "
.. ففهم الأب ماحدث إنها لم تكن ساعة تلك التى
قضاها فى الصلاة وإنما هى
مائة عام كما كان يقول دوماً الساعة معاك
يارب بمائة سنة..."
فأخذ يحكى للأب الرئيس وكل رهبان الدير قصته
من أولها وعندما وصل الى أخرها ، وجدوا أن
جسمه قد أخذه العجز ، والشيخوخة ظهرت عليه
فجأة ،
ثم بارك الرب وتنيح بسلام فى ديره وسط أبنائه
الرهبان الذين تأثروا جداً بسماع قصته وقالوا
بالحقيقة
إنها الأن ساعة لنستيقظ من النوم فإن خلاصنا
الأن أقرب مما كان حين آمنا"


via †† ارثوذكس †† https://ift.tt/32GLW4X

جديد ارثوذكس : قصة الثلاثة أشجار

قصة الثلاثة أشجار

كان فى يوم من الأيام هناك ثلاثة أشجار فى غابة فوق أحد التلال , ومرة راحت
الأشجار تناقش أحلامها وأمالها .
قالت الشجرة الأولى " أننى أتمنى أن أصير يوما صندوقا للكنوز ، وامتلئ بالذهب
والفضة واللآلئ الثمينة ، وازين بالنقوش المركبة ويرى الجميع جمالى " .
وقالت الشجرة الثانية " يوما ما سأحب أن أصير سفينة كبيرة ، وأحمل الملوك والملكات
فوق المياه وأبحر فى كل أركان العالم .ويشعر الجميع فى السفينة بالأمان بسبب قوة
أخشابى ".
وقالت الشجرة الثالثة " أنا أرغب أن أنمو وأصير أكثر الأشجار طولا واستقامة فى كل
الغابة ، ويرانى الناس على قمة التل وينظروا لأغصانى ، ويفكروا فى السماوات وفى
الله ، وكيف أننى قد صرت قريبة منهم . وعندئذ أصير أعظم الأشجار عبر كل السنين
و يتذكرنى الناس
أجمعين ".
بعد بضعة سنوات من تضرعهم بدأت أحلامهم تصير واقعا ، فقد حضر مجموعة من الحطابين
من أجل أن يحصلوا على الأشجار . وعندما جاء أحدهم للشجرة الأولى قال " أنها تبدو
شجرة قوية وسأستطيع بيع الخشب لنجار وبدا فى قطعها : .... وكانت الشجرة سعيدة ،
لأنها كانت تعلم أن النجار من الممكن أن يصنع منها صندوقا للمجوهرات .
وللشجرة الثانية قال أحد الحطابين " أنها تبدو شجرة قوية ، وأنا سيمكنني بيعها
لمصنع سفن " ، فرحت الشجرة الثانية لأنها علمت أنه من الممكن أن تصير سفينة عظيمة .
وعندما جاء الحطاب للشجرة الثالثة خافت الشجرة لأنها أدركت أن قطعها يعنى أن حلمها
لن يرى النور أبدا ، وقال الحطاب " أنا لا أريد شيئا خاصا من شجرتي
لذلك سأخذ هذه
الشجرة " . ثم قام بقطعها .
عندما وصلت الشجرة الأولى للنجار ، صنع منها مزودا لطعام الغنم . حيث وضع فى أحد
الحظائر وملؤه بالقش !!! . وطبعا لم يكن هذا ما قد صلت من أجله الشجرة . أما الشجرة
الثانية فقد قطعت وصنع منها قارب صيد صغير . وهكذا انتهى حلمها بأن تصير سفينة
عظيمة تحمل الملوك والملكات . أما الشجرة الثالثة فقد قطعت الى قطع كبيرة وتركت
وحيدة فى الظلام . وتوالت السنين ونسيت الأشجار أحلامها .
ولكن فى أحد الأيام ، جاء رجل وامرأة للحظيرة ، حيث ولدت المرأة طفلا وضعوه فى
القش الذى فى المزود المصنوع من الشجرة الأولى . تمنى الرجل لو أمكنه أن يصنع مهدا
للطفل ، ولكن هذا المزود صار هو مهد الطفل . استطاعت الشجرة أن تحس بأهمية هذا
الحدث وأدركت أنها استضافت أعظم كنز عبر جميع الأزمنة .
وبعد بضعة أعوام ، دخلت مجموعة من الرجال الى قارب الصيد المصنوع من الشجرة
الثانية . وكان أحد الرجال متعبا فذهب لينام . وبينما هم فى قلب المياه ، إذا
بعاصفة
كبيرة تهب عليهم وفكرت الشجرة إنها ليست قوية بالدرجة التى تحفظ الركاب
آمنين . ولكن الرجال أيقظوا الرجل النائم ، الذى وقف وقال " سلام " فإذا بالعاصفة
تسكت فى الحال . وفى هذا الوقت أدركت الشجرة الثانية أنها قد حملت ملك الملوك فى
القارب المصنوع منها . وأخيرا ، جاء أحدهم وأخذ الشجرة الثالثة . وحملت فى الشوارع
بينما الناس يسخرون من الرجل الذى يحملها .
وعندما توقفوا أخيرا ، سمر الرجل الذى
يحملها ورفع عاليا على قمة الجبل وصارت الشجرة أقرب ما يمكن لله !!! ، لأن يسوع قد
صلب عليها .


via †† ارثوذكس †† https://ift.tt/32EKZtW

جديد ارثوذكس : معنى آية: أنت هو الإله الحقيقي وحدك

♥♥♥♥
سؤال: خاطب المسيح الاب وقال انة الالة الحقيقى وحدك واكرر "وحدة"، كما جاء في يوحنا 17 (1-3)، وفي نفس الوقت الاب ليس هو الابن، فكيف يكون الابن الة؟؟؟
الإجابة:
الآية تقول "وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته".
من ضمن الآيات التي يسيء الأريوسيون فهمها ضد لاهوت المسيح آية من يوحنا (17:3) يقول فيها "وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته" فالأريوسيون يقولون أنه مادام هو الإله الحقيقي وحده إذن المسيح بعيد عن هذا اللاهوت أيضًا. فيجب علينا أن نرى كل النص أولًا، ثم نقوم بالرد.
يقول "أيها الأب قد أتت الساعة مجد ابنك ليمجدك أبنك أيضًا.. إذ أعطيته سلطان على كل جسد ليعطى حياة أبدية لكل من أعطيته. وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي ويسوع المسيح الذي أرسلته". ويقول الآباء في هذا: "الذي يعطى حياة أبدية لكل أحد لا يمكن أن يكون إلا الله"، فَمَنْ الذي له سلطان أن يعطى حياة أبديه لكل أحد؟! "أعطيته سلطانًا على كل جسد"، يجب علينا أن نفهم كلمة "كل جسد" فهمًا سليمًا.
كلمة جسد أحيانًا تُطْلَق على جسم الإنسان، وأحيانًا كلمة جسد تعنى الإنسان كله أحيانًا مثلما نقول "والكلمة صار جسدًا"، الكلمة صار جسدًا ليس معناها صار جسمًا فقط إنما صار إنسانًا كاملًا. وأيضًا في الكلام على نهاية الأزمنة قال "إن لم يُقَصِّر الله تلك الأيام لم يخلص جسد". وهنا غير مقصود يخلص جسد أي جسم إنما لم يخلص إنسان.
فهنا آية "أعطيته سلطان على كل جسد" يعني "على كل إنسان"، ولا يمكن واحد يكون له سلطان على كل إنسان إلا الله وحده.
وعن آية "يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك"، فلم الابن في هذه الكلمة يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك أن يميز الأب عن الابن إنما أن يميز الأب عن الآلهة الأخرى، أي عن موضوع تعدُّد الآلهة التي كانت منتشرة في ذلك الزمان، فالتفرقة هنا عن الآلهة غير الحقيقيين "أنت الإله الحقيقي وحدك". وذلك مثل مزمور (82: 1) "الله قائم في مجمع الآلهة، في وسط الآلهة يقضى". طبعا هؤلاء ليسوا آلهة بالحقيقة. وأيضًا في آية 6، 7 "ألم أقل أنكم آلهة وبنى العلى تدعون؟ ولكنكم مثل البشر تموتون وكأحد الرؤساء تسقطون". فهؤلاء الذين يموتون ويسقطون ليسوا آلهة بالحقيقة؛ لكن دُعُوا آلهة. وآلهة الأمم أيضا دعوا آلهة، والكتاب في مزمور (86) يقول "لأن كل آلهة الأمم شياطين"، فسموهم آلهة. وأيضًا في الوصايا العشرة يقول "لا تكن لك آلهة أخرى أمامي" فسماهم آلهة لكنهم ليسوا كذلك.
حتى الأنبياء دُعوا آلهة!! فمثلًا موسى النبي قال له الله في خروج (7: 1) "أنا جعلتك إلهًا لفرعون"، وهنا إلها لفرعون تعنى سيدًا لفرعون، لكن ليس إلهًا لفرعون يعنى خالقًا لفرعون! وأيضا في خروج (4) عندما دعي الرب موسى، ولكن النبي اعتذر وقال "أنا أغلف الشفتين، لست صاحب كلام ولا اليوم ولا أمس ولا قبل أمس"، فقال الله له "أنا أعطيك هارون أخاك، أعطيك الكلام في فمك وأنت تقوله له. هو يكون لك نبيًا وأنت تكون له إلهًا". وعبارة "تكون له إلهًا" أي توحي إليه بالكلام، ليس "تكون له إلهًا" أي خالقًا! هارون النبي كان موجودًا حتى قبل ولادة موسى. فالعبارة تعني أنك توحي إليه بالكلام.
فعندما يقول المسيح "أنت الإله الحقيقي وحدك"، فهنا هو يميزه عن آلهة الأمم، أي عن تعدد الآلهة، ويميزه عن الأبرار الذين دعوا آلهة تشريفًا لهم كما أوضحنا سابقًا في آية "ألم اقل أنكم آلهة وبنى العلى تدعون" لكن هذا الكلام ليس عن السيد المسيح.
إذن، ما معنى آية "أنت وحدك" هذه؟! وما هو المقصود عندما يقول "أنت هو الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته"؟
القديس أثناسيوس الرسولي قال تشبيهًا جميلًا جدًا لهذا الموضوع، إذ قال: "إذا قالت الشمس أنا مصدر النور الوحيد للأرض أثناء النهار، فهل هي تنفى هذا الأمر عنها أشعاتها؟! أم أن الشمس هي مصدر النور وآشعاتها أيضًا؟! وعن طريق أشعتها توصِّل النور للأرض.. فكأن الشعاع يقول لها أنتِ مصدر النور وحدِك، وأنا الشعاع الذي أرسلتيه للأرض لكي يُنير الأرض، ونحن الاثنين واحد: الشمس والشعاع.. واحد أي شيء واحد".
فالسيد المسيح قال هذا الكلام في يوحنا (17) وكان هو في الطريق إلى جثسيماني إلى الجلجثة، فيقول له "أنت الإله الحقيقي وحدك، والفداء الذي أرسلته ابنك للأرض". حسنًا، كلمة "والفداء" هذه ما هو مصدرها؟! فيقول "ويسوع المسيح الذي أرسلته". هنا نرى أنها أول مرة يسوع المسيح يتكلم عن نفسه ويقول أنا يسوع المسيح. دائمًا ما نرى في الكتاب أن الرسل هم الذين كانوا يقولون هذا، أما هو فلم يقل عن نفسه أنه هو يسوع المسيح إلا تلك المرة فقط.
وكلمة "يسوع" يعنى مخلص، و"المسيح" يعني الذي مُسِح لهذه الرسالة، فأنت الإله الحقيقي وحدك وأنا ممثل الفداء، طريق الفداء الذي أرسلته إلى الأرض لأننا نسير في سكة الفداء الآن.
أنت الإله الحقيقي وحدك وأنا اللوغوس (الكلمة) (اقرأ مقال اللوجوس السابق بموقع الأنبا تكلاهيمانوت).. أنا عقلك الناطق ونطقك العاقل، أنا لستُ غريبًا عنك، ولا أنا بعيدًا عنك، ولا منفصلًا عنك.. أنا كما ورد في كورنثوس الأولى (1: 23،24) "قوة الله وحكمة الله".. أنت الإله الحقيقي وحدك، وأنا قوتك وحِكمتك وعقلك الناطق وابنك الذي أرسلته للعالم لكي يفديه.. فلست منفصلًا عنك ولا غريبًا عنك، أنت الإله الحقيقي وحدك، وأنا فيك وأنت فيَّ.. ومن رآني فقد رآك، كما ورد في يوحنا 14: "أنا في الآب والآب فيَّ، مَنْ رآني فقد رأى الآب".
يجب علينا ألا نأخذ جزء من الكتاب وننسى باقي الآيات!
ثم أن كلمة "وحدك" هذه قد تأمل فيها القديس امبروسيوس بطريقة عجيبة جدًا وقال: "ليست في كل مرة تُقال فيها كلمة "وحدك" يُقصَد الآب وحدة منفصلًا عن الابن أبدًا". فمثلًا إذا قُلنا أن الله هو وحده الخالِق، فهل هو وحده بدون الابن؟! الابن الذي قيل عنه في كولوسي (1:16) "أنه خُلِقَ به الكل، وله قد خُلِقَ"، والذي قيل عنه في (يوحنا أصحاح 1): "كل شيء به كان، وبغيرة لم يكن شيء مما كان"، والذي قيل عنه في (العبرانيين 1): "هذا الذي به عملت العالمين" أو "خلقت العالمين" ( فكلمة "الله وحده الخالق" تعنى إنه الخالق، ولكن الخالق بواسطة الابن. فكيف الله خلق؟ خلق العالم بالابن، خلق العالم بعقله الناطق أو بنطقه العاقِل.. فأصبح مَنْ هو الخالق؟ الآب أم الابن؟ الآب هو الذي خلق "في البدء خلق الله السموات والأرض"، والابن هو الذي خلق "كل شيء به كان وبغيرة لم يكن شيء مما كان"، والله خلق بالابن أي الله خلق بعقله الناطق، والله وابنه شيء واحد، الله وعقله شيء واحد.. مثلما تقول: لقد قمت بحل هذه المسالة بعقلي، فهل أنت الذي حللتها أم عقلك؟! أنت حللتها وعقلك، وأنت وعقلك شيء واحد.. وأنت حلتها بعقلك.
فعندما نقول كلمة "وحده" في الخليقة، فلا تعني "وحده" أي اللاهوت كله، فالله خلق بالابن (بعقله).
وفي تيموثاوس الأولى (6: 16) يقول عن الله "الذي وحده له عدم الموت". فهل الآب وحده له عدم الموت؟! ماذا عن الابن الذي قيل عنه "فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس"؟! الذي فيه الحياة؟! قطعًا له عدم الموت، والذي قال عن نفسه "أنا الحياة": "أنا هو الطريق والحق والحياة"، والذي قال عن نفسه "أنا هو القيامة والحياة " (يوحنا 11). فكيف يكون هو الحياة وفيه الحياة؟ طبعًا فيه عدم الموت لأن فيه الحياة إذ هو الله. وإذا كان هكذا، فماذا عن الروح القدس الذي هو أقنوم الحياة؟ إذ انه بعدم الموت لا يقصد الآب فقط إنما يقصد اللاهوت جملة بتفاصيله الثلاثة، على الرغم من استخدام كلمة "وحده". إذًا كلمة "وحده" تعنى اللاهوت وحده، أي لا يوجد شيء مقصود بتلك الكلمة غير اللاهوت.
انظروا أيضًا ما يقوله القديس أمبروسيوس في أعمال (4: 11، 12) عن الابن: "ليس بأحد غيره الخلاص"، أي أن الخلاص له وحده. فهل الخلاص له لوحده والآب ليس له علاقة به؟! يقول الكتاب "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد"، وفي يوحنا الأولى يقول "الله أحبنا وأرسل ابنه كفّارة عن خطايانا". فالخلاص داخل فيه الآب بالطبع، الآب هو الذي أرسل الابن لِيُخَلِّص. فلا نقدر أن نقول أن كلمة "وحده" هي خاصة بأقنوم واحد! والقديس أمبروسيوس يقول في التجربة على الجبل: قال السيد المسيح "مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد"، فهل الآب وحده هو الذي يُسْجَدْ له، وهو الذي يُعْبَد؟! فماذا تقول عن المسيح الذي سجدت له مريم المجدلية ومريم الأخرى (متى 28)، وقبل منهم هذا السجود؟ وسجد له المولود أعمى سجودا واعترافًا بلاهوته إذ قال له "أتؤمن بابن الله" قال له "أؤمن وسجد له"، وسجد له ركاب السفينة (متى 14) عندما انتهر الريح وسكنت الأمواج اعترافًا بلاهوته.
إذًا عبارة "أنت الإله الحقيقي وحدك" نضع بجانب منها عبارة "أنا والآب واحد" (يوحنا 10: 30). وآية "يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك"، فكيف يعرفوك؟ يعرفونك عن طريقي أنا اللي عرَّفتهم بك، أنا عَرَّفتهم اسمك، أنا عرفتهم كلامك. كل هذا مذكور في يوحنا 17، إذ يقول السيد المسيح "عرفتهم وسوف اعرفهم" لكي يعرفوك بواسطتي، فأنا أقنوم المعرفة.


via †† ارثوذكس †† https://ift.tt/3lvTAYi
Wednesday, August 26, 2020

جديد ارثوذكس : تعلم شروط السعاده الخمسه من حصان

وقع حصان أحد المزارعين في بئر مياه عميقة ولكنها جافة، وأجهش الحيوان بالبكاء الشديد من الألم

من أثر السقوط واستمر هكذا لعدة ساعات كان المزارع خلالها يبحث الموقف ويفكر كيف سيستعيد

الحصان؟ ولم يستغرق الأمر طويلاً كي يُقنع نفسه بأن الحصان قد أصبح عجوزًا وأن تكلفة

استخراجه تقترب من تكلفة شراء حصان آخر، هذا إلى جانب أن البئر جافة منذ زمن طويل وتحتاج

إلى ردمها بأي شكل. وهكذا، نادى المزارع جيرانه وطلب منهم مساعدته في ردم البئر كي يحل

مشكلتين في آن واحد؛ التخلص من البئر الجاف ودفن الحصان. وبدأ الجميع بالمعاول والجواريف

.في جمع الأتربة والنفايات وإلقائها في البئر

في بادئ الأمر، أدرك الحصان حقيقة ما يجري حيث أخذ في الصهيل بصوت عال يملؤه الألم

وطلب النجدة. وبعد قليل من الوقت اندهش الجميع لانقطاع صوت الحصان فجأة، وبعد عدد قليل من

الجواريف، نظر المزارع إلى داخل البئر وقد صعق لما رآه، فقد وجد الحصان مشغولاً بهز ظهره

!كلما سقطت عليه الأتربة فيرميها بدوره على الأرض ويرتفع هو بمقدار خطوة واحدة لأعلى

وهكذا استمر الحال، الكل يلقي الأوساخ إلى داخل البئر فتقع على ظهر الحصان فيهز ظهره فتسقط

على الأرض حيث يرتفع خطوة بخطوة إلى أعلى. وبعد الفترة اللازمة لملء البئر، اقترب الحصان

.من سطح الأرض حيث قفز قفزة بسيطة وصل بها إلى سطح الأرض بسلام

وبالمثل، تلقي الحياة بأوجاعها وأثقالها عليك، فلكي تكون حصيفًا، عليك بمثل ما فعل الحصان حتى

تتغلب عليها، فكل مشكلة تقابلنا هي بمثابة عقبة وحجر عثرة في طريق حياتنا، فلا تقلق، لقد تعلمت

توًا كيف تنجو من أعمق آبار المشاكل بأن تنفض هذه المشاكل عن ظهرك وترتفع بذلك خطوة واحدة لأعلى



يلخص لنا الحصان القواعد الخمسة للسعادة بعبارات محددة كالآتي :

- اجعل قلبك خاليًا من الكراهية

-اجعل عقلك خاليًا من القلق

-عش حياتك ببساطة

-أكثر من العطاء

-توقع أن تأخذ القليل

الحكمة من وراء هذه القصة :

كلما حاولت أن تنسى همومك، فهي لن تنساك

وسوف تواصل إلقاء نفسها فوق ظهرك



via †† ارثوذكس †† https://ift.tt/2YBiNGY

جديد ارثوذكس : أسطورة شعبية فرعونية ...

قصة من الادب الفرعوني ولكنها تدور كلها في عالم من الخيال وفيها العديد من العظات والتي كانت توجد في العديد من القصص الفرعونيةحيث كان الهدف الاساسي لقصص عديدة هو ايصال حكمة مغلفة باسلوب ادبي انيق لا ينفر عن كتاب/روح مصر القديمه _

قصة الصدق و الكذب 000أإسطورة شعبية فرعونية

كان ياما كان في الزمن الذي كان رع يحكم فيهمصر كبشر ،عاش شقيقان ،الصدق و هو طاهر من الخطايا ،بينما يمتلك شقيقه الكذب أكثر القلوب سوادا،و في أحد الأيام طلب الصدق من أخيهالكذب أن يستعمل سكينا من سكاكين أخيه.و تردد الكذب لكنه وافق .و عند انتهاء اليوماكتشف الصدق أنه أضاع سكين أخيه،فرجاه أن يسامحه ووعده بأن يعوضه بدلا منها بأفضلمنها، لكن الكذب أصر بأن السكين كان سكينا غير عادي، و لا يمكن تعويضه لكن الصدق منجانبه أصر بأنه كان عاديا و أنه سيعطي أخاه واحدا أحد منه ،و أكبر حجما لكن الكذب تعلقبسكينه الذي أصبح فجاه غير عادي ،و شعر الصدق بالعجز أمام أخيهالكذب0
أحضر الكذب أخيهالصدق أمام تاسوع آلهة لونو ليحكموا بينهما و أصر علي ادعاءاته بينما الصدق مأخوذابمدي زيف شقيقه ووقف في رهبه بينما حكمت الآلهة لصالح شقيقه لأنه عجز أن يدافع عننفسه.و حينما طلبت الآلهة من الكذب أن يحدد العقوبة التي يراها ردا لحقه أجاب بأنتؤول جميع ممتلكات أخيه إليه و أن يعمل الصدق خادما عنده بعد أن تقتلععينيه0
بعد أن تم تنفيذ الحكم وشاهد الكذب شقيقه أعمي ،شعر للمرة الأولي بالذنب،و لم يستطع تحمل الشعور ،فأمر بقتلالصدق ،وشعر رجال الكذب بالشفقه علي سيدهم السابق فقرروا أن يتركوه وسط الجبالالوعرة مع بعض المؤن ،وأن يتركوا مصيرهللآلهة0
و تلمس الصدق طريقه عبر الجبالبينما يتناقص ما لديه من مؤن .ورقد ليستريح متمنيا الموت ليتخلص مما هو فيه،و بعدوقت قصير مرت امرأة جميلة و خادمتها ،فعثرت علي الشاب العاجز الكفيف،وهو علي شفاالموت وأخذته إلي عزبتها ،و أمرت له بحمام من الزيتون و أطعمته أفخر الطعام وألبسوه ملبس من الكتان ،ثم منحته وظيفة حارس الباب،و لكن سرعان ما أصبحا معا،ونتيجة لذلك ولدت منه طفلا كبر ليصبح رجلا قويا ،ووسيما وفي أحد الأيام تساءل من أبوهو توسل إلي أمه كي تخبره فأشارت إلي الصدق الذي كان يجلس كفيفا حارسا للباب وأخبرته أنها أحبته حبا حقيقيا لكن القوانين تمنع زواج سيدة من النبلاء بواحد فقيركفيف0
اشتد غضب الشاب علي نحو بالغ،و تحدث إلي أمه بتحد للمرة الأولي.و أعلن أن والده لن يجلس بعد اليوم كخادم و حارسعلي البوابات .و ذهب إلي الصدق وأخذ بيده إلي العزبة،و ألبسه ملابس النبلاء،و شعرتالأم بفخر شديد وأقامت حفلة و أعلنت فيها أن الصدق لم يكن فقط والد ابنها و إنماكان أيضا حب عمرها0
هنا تعجب الإبن من معاناة والده و لم يكن أمام الأب إلا أن يخبر ابنه بالقصة كاملة فتعهد ابن الصدقبالثأر،و في اليوم التالي اختار الإبن أفضل الثيران و أكبرها و اتجه إلي عزبة الكذبو في طريقه ،توجه إلي راع للغنم و أقنعه أن لديه عملا يستغرق منه بضعة أيام ،و لنيستطيع أن يأخذ الثور معه ،و طلب منه أن يأخذ الثور عنده و أعطاه مبلغا من المالنظير رعاية الثور ووافقالراعي، خلال هذا الوقت مرالكذب بالراعي لينتقي ثورا لوليمة سيقيمها في بيته فأعجبه الثور فاختاره فأخبرهالراعي بأنه ليس للبيع و أنه يعتني به لحساب آخر سيعود لكنه أزعن للأمر في النهايةو أعطاه الثور،وفي اليوم التالي أتي ابن الصدق ليأخذ الثور وحاول الراعي أن يعطيهأي ثور بدلا منه لكنه أبي و رفض ،و اشتد سخطه و رفع دعوي إلي آلهة لونو التسعهقائلا بأن ثوره ليس له أي مثيل بين الثيران و أنه يبلغ من الطول عشرة أقدام و أنهلا يوجد أي بديل أو شبيه له0
لكن الكذب أكد أنه كان فقط يزيد قليلا عن باقيالثيران كما أنه و آلهة لونو التسعه دهشوا من وصف الابن لثور عملاق لم يراه أيإنسان أبدا،و هنا رد الإبن و كشف عن شخصيته قائلا :و هل رأي أحد سكينا كالتي وصفهاالكذب هنا قبل سنوات ؟ففضح خداع و أكاذيب عمه أمام الآلهةالتسعة0
حول الآالهة أنظارهم إليالكذب الذي طلب المغفرةه و لأنه متأكد أن الصدق قد قتل علي أيدي رجاله اقترح في دهاءأنه لو كان الصدق حيا فإنه يقبل أن يعاني نفس المصيرالذي كان علي أخيه أن يواجهه وسرت الآلهة بهذا الاعتراف و اختيار العقوبة،و أرسلوا من يبحث عن الصدق و أحضروه أمامالجمع ففزع الكذب لمرأي أخيه و فزع أكثر عندما وجد أنه يجر ألي عقوبة الموت التينطقها بلسانه،أما الصدق فلم يستعد أملاكه فحسب بل أن الآالهة كانوا رحماء به فردواإليه بصره ،و لما استعاد وضعه كرجل نبيل مضي قدما كي يتزوج من أم ابنهماالرائع0


via †† ارثوذكس †† https://ift.tt/2Yzp1r5

جديد ارثوذكس : قصة بسيطة تشرح التجسد بصورة مبسطة

فى احدى ليالى الكريسماس فى دولة من الدول الغربية استعدت الزوجة وابنائها للذهاب الى الكنيسة لحضور قداس عيد الميلاد ولكن الزوج رفض وقال لزوجته صراحة انا غير مقتنع بالميلاد
كيف ينزل اله ويتجسد لماذا يولد بصراحة الحكاية دى انا غير مقتنع بها
استنكرت الزوجة ما يقوله زوجها وقالت له كدة حرام تعال ..صمم على موقفه ولم يذهب وقال لها اذهبى انتى انا ساجلس هنا وانتظركم
فما كان من الزوجة ان خرجت وتركت زوجها
فاشعل الزوج غليونه وخرج وجلس فى مواجهة البحيرة واشعل النار للتدفئة وكانت البحيرة متجمدة لاننا كنا فى فصل الشتاء وجلس يتامل المكان فى هدوء وسكينة
قطع الصمت صوت قطيع من الاوز الطائر امامه ومع انعكاس ضوء النار المشتعلة مع البحيرة المتجمدة هبط الاوز لانه ظن ان البحيرة غير متجمدة
وعندما هبط القطيع وجد البحيرة المتجمدة حاول ان يطير مرة اخرى ولكنه فشل
جذب المنظر الزوج وتابعه باهتمام حاول الاوز ان يطير لكنه فشل ففكر الزوج فى نفسه ان ظلوا على ذلك الوضع الى الصباح سيموتوا
فكان يمتلك جرن جميل دافئ ففكر ان يجذب القطيع الى الجرن حتى لا يموتو
فاخد ينادى عليهم من مكانه ويصيح فكان كلما سمعوا صوته هربوا وفزعوا اشعل النار واخذ يلوح بها فازداد ارتعابهم منه
حاول بشتى الطرق ولكن كان فى كل مرة يهرب منه القطيع
فاخذ يفكر الى ان تذكر انه فى موسم الصيد كان الصيادون يلبسون مثل الاوز لبس من ريش ونعام ومعهم بوق بنفس صوتهم فجرى وفتش فى منزله حتى وجد هذا اللبس ولبسه وخرج به
كان كل تفكيره منحصر فى انقاذ القطيع لم يلتفت الى من استهزئوا به وقالو عليه مجنون فنحن لسنا فى موسم الصيد والجو شديد البرودة وتعرض لتهكم وضحكات ولكنه لم يبالى
ووقف على حافة البحيرة مرتدى هذا الزى واخذ ينفخ فى البوق الذى له نفس صوت الاوز فالتفت له القطيع ووجدوا له نفس زيهم ونفس الصوت فتبعوا الصوت وتبعهوه حتى الجرن الدافئ ( مازالت هذه الطريقة فى الصيد موجودة فى الفيوم )
استراح الرجل وخلع الزى وجلس على البحيرة ووفكر فى نفسه انها لكانت فكرة رائعة ان ارتدى ما يشبه زى الاوز فلولا هذا الزى ما انقذتهم ولولا هذا الزى ما كنت خلصتهم
خلصتهم
وهنا انتبه وفهم لماذا تجسد المسيح واخذ شكلنا على الارض
وهنا ادرك خطأه وسارع بالذهاب الى الكنيسة


via †† ارثوذكس †† https://ift.tt/3guElLM

جديد ارثوذكس : استفانوس



" فكانوا يرجمون استفانوس وهو يدعو ويقول

أيها الرب يسوع اقبل روحى "

( أع 7 : 59 )



مقدمة

بعد خمسة عشر قرناً من موت إستفانوس ، مات شهيد مسيحى أيضاً وعلى شفتيه صلاة الشهيد الأول . كان باترك هملتون شاباً أرستقراطياً ينتمى إلى عائلة الملك جيمس الخامس ، وقد تعلم فى جامعتى باريس وليون ورحل إلى ألمانيا ، وهناك اتصل بلوثر وتأثر به ، وعاد مكرساً حياته لخدمة الإصلاح ، فحوكم على عظاته ، وأسند إليه من التهم ما كان منه بريئاً ، وقد أجاب بشجاعة وأمانة وصدق عن عقائده وإيمانه فاتخذوا من ذلك حجة للحكم عليه ، وعندما أحرق فى آخر فبراير عام 1528 م . صاح وهو يودع العالم : " حتى متى أيها السيد الرب يغمر الظلام هذا العالم وحتى متى نتحمل طغيان البشر !! .. أيها الرب يسوع اقبل روحى !!..".. وما أكثر القديسين الذين رقدوا وصلاة استفانوس على شفاههم .. جميعهم كانت هذه الكلمات آخر ما ودعوا به الأرض !! ... ولا يمكن لنا ونحن نتعرض لقصة أول شهيد مسيحى إلا أن نقف متعجبين أمام حكمة اللّه التى تعلو فوق كل إدراك وفهم !! ... كان استفانوس من أعظم الشخصيات التى ظهرت فى الكنيسة الأولى ، وكان فى عمله ومعرفته وفصاحته وحياته ، أقرب إلى بولس من الرسل الاثنى عشر . وحسب المنطق البشرى كانت حياته لازمة للكنيسة ، كما كانت حياة بولس سواء بسواء ، لكن اللّه فى حكمته العليا ، كان يقصد أن يكون موته ، لا حياته ، هو سر النجاح والحياة والقوة لهذه الكنيسة ، ومع أننا لا نعلم الفترة بين استشهاده ومجئ بولس إلى المسيحية ، لكن بعضهم يرجح أن هذا حدث فى نفس السنة أى عام 36 أو 37 م ، وقد حاول بولس أن يتخلص من منظر استفانوس وهو يموت دون جدوى ، والمعتقد عند أوغسطينوس أن هذا المنظر هو الذى هزه من الأعماق ، وحاول مغالبته بالإمعان فى رفس المناخس واضطهاد المسيحيين حتى التقى به السيد فى طريق دمشق ، ... كان موت استفانوس بدء شرارة الحياة فى قلب بولس !! .. بل كان موته فى الحقيقة بدء نهر الدم العظيم الذى روى بذار الكنيسة فى الأرض !! .. وقصته العظيمة جديرة بأن تحكى وتروى فيما يلى :

استفانوس ومن هو !! ؟

إن الاسم " استفانوس " يعنى " تاج " أو " إكليل " وليس من السهل أن نعلم الكثير عنه خارج ما كتب فى سفر أعمال الرسل . هو أول جندى من جنود المسيح فاز بالتاج أو الإكليل ، فما أسرع ما نراه كومضة من النور الباهر فى أحشاء الظلام، أو كالبرق الذى يلمع فى الليل الحالك، ويترك نوره أثراً عميقاً فى الكيان والذاكرة،... رآه بولس وهو يموت ، فعاشت الرؤية فى كيانه وأعماقه ، ولم يستطع نسيانها أو التخلص منها . وأغلب الظن أنه عاش يراها إلى اللحظة الأخيرة!!.. ومع أنه مر بالتاريخ والكنيسة مثل هذه الومضة ، إلا أن وهج حياته القصيرة عاش ويعيش خالداً على مدى الحياة !! .. لم يكن يهودياً - كما هو ظاهر من اسمه - من يهود فلسطين ، بل أغلب الظن أنه كان من يهود الشتات أو المهجر إذا جاز التعبير، أما اسم أبيه أو أمه فلا نعلمهما ، ... ويذهب البعض فى أنه كان صائغاً من أتباع الإمبراطورة ليفيا وعبداً لها، وأنه قد منح الحرية ، ولهذا فهو واحد من اليهود الغرباء الذين زاروا أورشليم وقبلوا المسيحية ، ويقول آخرون ، على ما يذهب أبيفانيوس ، إنه كان واحداً من السبعين الذين اختارهم المسيح للتبشير والخدمة ، .. ويعتقد غيرهم أنه جاء إلى المسيح بواسطة عظة بطرس يوم الخمسين ، وعلى أية حال هو واحد من خدام اللّه الذين لم تطل خدمتهم بالمعيار الزمنى أكثر من ثلاث سنوات ، ولكن اللّه يريد أن يعطينا هذا اليقين . إن خدمة المعمدان خالدة مع أنها لم تستمر أكثر من شهور معدودات ، وإن أخوين أحدهما يعقوب بن زبدى مات أول الرسل ، ووخدم الكنيسة بموته ، وثانيهما يوحنا أخوه ، وقد عاش آخر الكل ، وبقى إلى ما يقرب من نهاية القرن الأول وخدم الكنيسة بحياته ، وللّه فى حكمته ما يعلو على هذا الذهن البشرى ، .. وقد كان حسب التصور أن الكنيسة ليس فى أبنائها وشبابها فى خطاها الأولى ، من هو أفضل أو ألمع من استفانوس ، .. لكن النجم اللامع كان عليه أن يخطف الأبصار ثم يمضى متوجاً إلى مجده السريع العظيم!!.. ترى كيف نصفه ، وما مفتاح حياته !! ؟ يبدو أن خير كلمة تصف حياته بأكملها هى كلمة "ملاك".. عندما وقف أمام المجمع للمحاكمة قيل عنه : " فشخص إليه جميع الجالسين فى المجمع ورأوا وجهه كأنه وجه ملاك " ( أع 6 : 15 ) .. لقد بدا على مهابة رائعة ، تجاوزت مظهر الناس ، وارتقت إلى مصاف الملائكة،... والرجل الذى يبدو وجهه كوجه ملاك، ... لابد أن يكون هو بذاته ملاكاً بين الناس،... وهو ملاك فى كل شئ .. إنه الملاك الذى يقف دائماً على النبع ، ويشرب إلى درجة الارتواء ، .. وصفه الكتاب بالقول : "مملوءاً من ... الروح القدس" (أع 6 : 5) ، إن شجرة حياته تمد أصولها إلى الغدير ، عند مجارى المياه ، فإذا رأيت فيه الجمال كل الجمال ، وإذا رأيت فيه الاخضرار كل الاخضرار ، وإذا رأيت فيه البهاء كل البهاء ، ... فالسر أنه لم يأخذ قليلا من الروح القدس ، أو جدولا ضحلا من الملء الإلهى ، بل أخذ الملء كله ، ... إن كل مؤمن يأخذ من اللّه شيئاً،... لكن الفرق بين مؤمن ومؤمن ، هو الفرق بين من يسكن فيه روح اللّه ومن يمتلئ بروح اللّه ... إن الملاك هو الذى يأتينا من عالم خفى غير منظور ، ... واستفانوس كان ملاكاً بهذا المعنى أنه أقرب إلى العالم غير المنظور ، وهو يعيش بالبصيرة أكثر مما يعيش بالبصر ، ولأجل ذلك فالترجمة الصحيحة لحياته فى علاقته بالروح القدس هى الملء أيضاً بالإيمان : " مملوءاً من الإيمان " ( أع 6 : 5 ) وما الإيمان إلا أن يطل المرؤ ببصيرته ويتشدد لأنه يرى من لا يرى ، ... هو انطلاق الرؤيا إلى العالم الأسمى والأعظم والأجل ، العالم الأبدى ، ... وكان استفانوس يعيش مع هذا العالم وبعمق فى حياة الإيمان ، ... لقد رأيناه فى اللحظة الأخيرة يرى السموات مفتوحة ، ولنا أن نتأكد تماماً أنه عاش وعينه على الدوام مفتوحــــة على العالم الأبدى !! .. قال المرنم القديم : " أرفع عينى إلى الجبال من حيث يأتى عونى " ..

وكان دانيال يتزود كل يوم ، صباحاً وظهراً ومساء من وراء الكوى المفتوحة فى السبى من عالم الأعظم الذى لم يغب عن عينيه وهو يتطلع تجاه أورشليم ، وعاش بالرؤيا البعيدة فى العالم غير المنظور ، وعاش استفانوس ، وعيناه على السماء المفتوحة التى منها يأتى الملاك وإليها يذهب !! .. وكان استفانوس ملاكاً متوجاً فى سيرته أمام الناس . لقد كان أول السبعة المشهود لهم " مشهوداً لهم " ( أع 6 : 3).. لو سألت الذين تعاملوا معه ، وعاش بينهم ، ما رأيكم فى استفانوس ؟ لكان الجواب القوى الصحيح : هذا الرجل " ملاك " بكل ما فى الكلمة من معنى ، إنه لا يبصر يتيماً دون أن ينحنى عليه فى رقة بالغة ، ولا يرى أرملة تبكى ، دون أن تذرف عينيه دموعاً لتعاستها وآلامها ، .. ولا يمكن أن يبصر جائعاً يتلوى من الجوع دون أن يطعمه ويشبعه ، ولا يستريح حتى تعود الابتسامة إلى شفتيه ، ألم أقل لكم إنه ملاك يتمشى بين الناس،... على أنه أكثر من ذلك كان له لسان الملائكة فى الحجة والبلاغة ، ... إذ كانت فصاحته لا تبارى، حاج الكثيرين من اليهود فى مجامعهم ، فعجزت حجتهم عن البلوغ إلى مستوى حجته ، وقصر بيانهم عن الوصول إلى بيانه، أفحمهم ولم يستطيعوا أن يقاوموا الحكمة والروح الذى كان يتكلم به ، كان واحداً من أئمة البيان إذا جاز القول أو التعبير ، وكان الخطيب المصقع الذى ظهر فى الميدان واتجه إليه الإعجاب من المريدين ، والخصومة من الحاقدين ، ولعل بيانه هذا هو الذى جعله فى الطليعة يكاد الرسل يتوارون وراءه أمام الجميع فى أورشليم ، ... وكان استفانوس فى قوة التدبر والتدبير ، ... كانت حكمته واسعة فى مواجهة المتطلبات المتعددة ، وكان صاحب المشورة النافذة والحكمة السماوية النازلة من فوق ، ... وكانت له قدرة الملائكة فى صنع العجائب والمعجزات ، وما كثر ما جرت على يديه آيات وعجائب رآها الجميع ومست حياة الكثيرين !! .. كان رجلا خارقاً غير عادى ، إذا جاز التعبير ، وهو كنجمة الصبح التى تلمع فى الظلام، وما أسرع ما تختفى ، ولكن جمالها أن تنفرد بين النجوم باللمعان !! ..

استفانوس الشماس

إن ظهور نظام الشموسية فى الكنيسة يثير أمامنا عدة قضايا بالغة الأهمية ، ولعل أول قضية يثيرها هى التمييز بين إنجيل الخلاص والإنجيل الاجتماعى ، ... وكان إنجيل الخلاص له السبق ولا شك قبل الإنجيل الاجتماعى ، وفى الحقيقة كان الرسل على صواب عند الموازنة بين الإنجيلين حيث فضلوا " الصلاة وخدمة الكلمة " (أع 6 : 4).. على الخدمة الاجتماعية ، فاختصوا هم بالأهم ، وتركوا الخدمات الأخرى لغيرهم من المساعدين ، ... عندما جاء المسيح إلى الأرض ، كان واضحاً أنه جاء ليكون مخلصاً للعالم ، وأنه اهتم بشفاء الجسد وإطعام الناس ، وهو يفكر دائماً فى النفس ، " لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه . أو ماذا يعطى الإنسان فداء عن نفسه !! .. ( مت6 1 : 6 2 ) إذا رأينا شخصاً تشتعل فيه النار ، لا شبهة فى أن أول ما تفعله معه ، هو أن ننقذه من هذه النار قبل أن نفكر فى إطعامه أو كسائه ، والكنيسة الناجحة التى تفهم رسالتها ، هى التى تفعل ذلك ، فإذا اهتمت بكافة الاحتياجات الأخرى للإنسان من اجتماعية وصحية ومادية ، فهى لا يجوز لها أن تفعل ذلك ، إلا وعينها على احتياجاته الروحية ، وخير مثال على ذلك ما فعله المسيح مع المفلوج الذى حمله الأربعة إليه ، إذ عنى أول كل شئ ، بالجانب الذى لم يفكر فيه أحد ، ... كان غفران الخطية للمفلوج أهم عند السيد من شفاء جسده ، ... ولم يترك مع ذلك المريض بدائه العضال ، لكنه أعطاه الشفاء ، تالياً لحاجته الروحية ( مر2 : 3 – 12 ) ومريض بيت حسدا الذى عانى مرضاً مدة ثمان وثلاثين سنة ، وشفاه المسيح كانت نصيحته الهامة اللاحقة للشفاء : " ها أنت قد برئت . فلا تخطئ أيضاً لئلا يكون لك أشر " ( يو 5 : 14 ) .. هذه الحقيقة الثابتة ينبغى أن نضعها نصب عيوننا ونحن نتأمل قصة استفانوس الشماس ... عندما ذهب نعمان السريانى إلى أليشع لم يكن يفكر فى أكثر من شفاء البرص ، ولكن فكر اللّه كان أجل وأعمق وأصدق ، إذ عاد نعمان وقد شفى من برص أقسى وأشد ، وهو برص النفس الذى يلصق بالنفس الخاطئة . حسن أن تنشئ الكنيسة المستشفى والملجأ والمدرسة والنادى ، ولكنها قبل هذه جميعها ينبغى أن تنشئ اجتماعات الشباب ، ومدارس الأحد ، وحلقات الصلاة ، وخدمات العمل الفردى لربح النفوس ، والنشرات ، والنبذ والكتب التى تنادى بكلمة اللّه ، بل إن الإنجيل الاجتماعى بكافة وسائله وأساليبه ينبغى أن ينتهى فيه الطريق إلى إنجيل الخلاص ، فالخلاص أولا والخلاص أخيراً هو هدف الكنيسة ورسالتها بين الناس الذين جاء المسيح ليموت من أجلهم على هضبة الجلجثة !! ..

على أن القضية تكشف لنا أيضاً عن دور الشعب فى الكنيسة ، فالرسل لم يستأثروا بكل شئ ، بل فتحوا الباب واسعاً أمام الشعب . فالكنيسة لا يمكن أن تقتصر فى خدمتها على الوعاظ والقادة دون الشعب ، ... ومن القديم والشعب يشق الطريق إلى الخدمة الناجحة ومنهم من كان كاستفانوس الذى وهو العلمانى الذى يخدم احتياجات الكنيسة المادية كان واحداً من أعظم أبطالها فى الخدمة الروحية!!.. هل يعرف المؤمنون هذا الدور العظيم المطروح أمامهم وهل يعلمون أن فرانسس الأسيسى كان جندياً ، ويوحنا بنيان كان سمكرياً ، وجون وولمان كان ترزياً ، وتشارلس فنى كان محامياً ، ودوايت مودى كان بائعاً فى أحد المحال التجارية !! .. إن ميدان الخدمة واسع أمام الجميع ، وعلى قدر ما تعطى الكنيسة العلمانيين فرصة الخدمة فيها على قدر ما يمكن أن تكون نامية وناجحة !!

ومن الملاحظ أيضاً قوة الابتكار عند الكنيسة ، فهى الهيئة التى يلزم أن تتصرف، وتبتكر ما يمكن أن يكون للخير ولمجد اللّه ، .. لم يكن نظام الشموسية معروفاً قبل ذلك عند اليهود ، ... ولكن الأزمة النفسية التى حدثت فى الكنيسة ، كان لابد أن تعالج بصورة ما .. لما نمت الكنيسة فى أورشليم ، لم يتيسر تنظيم إطعام الجماهير المحتاجة أو خدمتهم بأسلوب منظم دقيق ، فحدث غبن للبعض وعلى وجه الخصوص أرامل اليونانيين ، ويعتقد البعض أن روح الحزبية تدخلت بهذه الصورة أو تلك فى الاهتمام بالعبرانيات أكثر من اليونانيات ، وعلق هؤلاء على أن هذه الروح بدأت فى الكنيسة ، وما تزال إلى اليوم تأخذ هذه الصورة أو تلك فى التفرقة بسبب اللون أو الجنس أو الثقافة أو الحالة الاجتماعية ، أو ما أشبه ، مما دخل عن وعى أو من غير وعى ، إلى يومنا الحاضر إلى الحياة الروحية والكنيسية ، .. على أن آخرين ينفون هذا بالنسبة للكنيسة الأولى فى أورشليم ويعللون التفرقة بأن أرامل العبرانيات ربما كن معروفات عند التلاميذ أكثر من اليونانيات ، ... ومع ذلك فقد حدث تذمر من اليونانيين إزاء هذه الحالة ، غير أن هذا التذمر كان رقيقاً هادئاً مؤدباً ، وهذا ما تعنيه الكلمة فى الأصل اليونانى ، غير أنه ما أن بلغ هذا التذمر أذان التلاميذ حتى سارعوا إلى علاجه بأسلوب ديمقراطى جميل ، فلم يأمر الرسل بفرض أشخاص معينين ، بل طلبوا من الجمهور أن ينتخبوا سبعة رجال ممن يصلحون لهذا العمل ، وقد لوحظ أن السبعة يتسمون بأسماء يونانية مما يفيد أن الكنيسة تريد فى رفق وود ولين ومحبة أن تهتم بفريق الغرباء فيها وأن تتلافى شكاوى اليونانيات !! ..

وقد آشرنا فى تحليل شخصية استفانوس إلى الشروط التى يلزم أن يتصف بها الشماس من " حسن السمعة " إذ ينبغى أن يكون مشهوداً له بالحنان والحب والرقة والاستعداد لخدمة الآخرين ، لا على أسس أدبية إنسانية ، بل على أساس " الامتلاء من روح اللّه " والحكمة التى تعطيه القدرة على التصرف السليم تجاه كافة الظروف والملابسات ، ... وهو الإنسان الذى ينبغى أن يمتلئ بالإيمان لمواجهة كافة الأزمات والمفاجآت فى المستقبل !! ..

قضى استفانوس على الأغلب ثلاث سنوات فى عمله كشماس ، وما من شك فى أن خدمته امتلأت بروح العطف والحنان من نحو الجميع ، ولا سيما الأيتام والأرامل والمحتاجين والبؤساء!! .. كان دونالد ماكلود الواعظ الاسكتلندى المشهور يسير ذات يوم فى شوارع أدنبره ، عندما اقترب منه صبى وطلب أن يمسح له حذاءه ، وكان اليوم شديد البرد ، والولد يرتعش ، .. وابتسم ماكلود فى وجه الغلام وسمح له ، ... وقال ماكلود للغلام وهو يقوم بعمله : يا بنى هل أنت بردان مقرور.. فتردد الصبى قليلا وهو يقول : لقد كنت كذلك ياسيدى إلى أن ابتسمت فى وجهى!!... من المؤكد أن استفانوس ابتسم فى وجه الكثيرين ، ولم يتركهم فى بؤسهم أو آلامهم بل تحولوا من البؤس والألم والحزن إلى الفرح والبهجة والرضا والسكينة !.

استفانوس المدافع عن الحق

لم يقف استفانوس عند حدود كونه شماساً بالكنيسة ، والرجال العظام لا تحدهم الأعمال التى يكلفون بها . لقد برز استفانوس ووقف فى الطليعة بين أبطال المسيحية الذين خلد التاريخ كفاحهم وبطولتهم فى الدفاع عن الحق ، لقد برز كواحد من أبرع المدافعين عن المسيح والكنيسة ، وأغلب الظن أنه كان ينتقل بين المجامع اليهودية يعظ ويتحدث ويشهد لسيده شهادة قوية أمينة ، وكان فى أورشليم فى ذلك الوقت ما يزيد على أربعمائة وثمانين مجمعاً ، ونحن لا ندرى هل كان مجمع الليبرتينيين والقيروانيين والاسكندريين والذين من كيليكيا وأسيا الذين حاوروا استفانوس هو مجمع واحد أو أكثر من مجمع ، إنما نعلم أن جميعهم من اليهود الغرباء فالليبرتينيون هم أبناء اليهود الذين سباهم بومبى عام 63 ق. م وأسكنهم فى روما ثم منحوا الحرية بعد ذلك فجاء فريق منهم إلى أورشليم مرة أخرى ، والقيروانيون والاسكندريون من يهود القيروان والإسكندرية ، ويهود كيليكيا وأسيا ، من الذين قطنوا أسيا الصغرى ، وكان منهم شاول الذى أصبح فيما بعد الرسول بولس ، .. هؤلاء تجمعوا على استفانوس وحاوروه محاورات انتهت بتفوقه عليهم ، وبحقدهم عليه ، وتدبير المؤامرة التى انتهت باستشهاده !! ... على أية حال إن استفانوس يقف على رأس ذلك الصف الطويل الذى أطلق عليه اسم الآباء الرسوليين أو المدافعين المناضلين ، أمثال أكليمندس وأغناطيوس وبوليكاربوس أو المدافعين اليونانيين من أمثال أرستيدس ويوستنيان وتاتيان وأثيناغورس وثاوفيلس وغيرهم من قافلة الفكر المسيحى حتى عصر أوغسطينوس من أمثال ايريناوس وترتليانوس وأوريجانوس ويوسابيوس وأثناسيوس وغريغورى النايزنزى وباسيليوس وغريغورى النسى وأمبروز وفم الذهب وجيروم ، .. فإذا ذكرنا لهؤلاء جميعاً ، عظمة الدفاع عن الحق المسيحى ، فلا يجوز أن ننسى أن استفانوس كان أول المحاورين والمدافعين عن الحق فى فجر المسيحية وهى تبزغ بضوئها العظيم منذ ذلك التاريخ !! ...

استفانوس الشهيد

قدم استفانوس للمحاكمة أمام السنهدريم وأتهم بالتجديف على اللّه وموسى والناموس والموضع المقدس كما زعم مضطهدوه ، ربما أخذوا من كلامه ما أضافوا إليه أو أنقصوا منه ما جعله يبدو فى شكل تجديف ، وقد قال أحدهم إن أنصاف الحق كثيراً ما تكون أبشع تصوير للحق الصحيح،.. ويعد دفاع استفانوس من أروع ما سجل التاريخ البشرى ، إذ حمل ميزتين عظيمتين، ونعنى بهما جمال الاستهلال ، وعمق الحق ، ... ومع أنه استعرض التاريخ اليهودى المحبوب على أسماع قضاته ، لكنه قادهم وهم لا يدرون إلى الحقيقة القاسية المرتبطة بتاريخهم ، وهى أنهم امتداد مستمر لأبائهم العصاة المتمردين على اللّه ، .. ونحن نلاحظ هنا أنه لم يستتعطف قضائه أو يتملقهم على حساب الحق !! .. ولا أستطيع أن أقف من استفانوس متعجباً ، وهو لا يفزع أو يخاف ، دون أن أذكر - على التو - ما حدث فى مجمع ورمس حيث وقف لوثر وقفته التاريخية المشهورة فى ذلك اليوم !! .. لقد تعرض لوثر للضعف وطلب مهلة للإجابة على الأسئلة الموجهة إليه ، فأعطيت له مهلة يوم واحد ، وقد قضى الرجل الليلة التى سيقف بعدها فى الغد للإجابة العتيدة ، فى صراع مع اللّه ، ... وهنا استقرت نفسه وهدأت ، وقرر أن يعطى الجواب الأمين ، مهما كانت النتائج التى ستتمخض عنه !! .. كان قربه من اللّه هو الذى ألهمه الشجاعة التى لا يملكها إنسان مهما كان خارق الجسارة أو البطولة دون مساعدة اللّه !! ... وقد شاء اللّه أن يقترب من استفانوس فى أحرج ساعة له على الأرض ، فانفرجت السماء عن العرش العظيم والمسيح القائم عن اليمين ، وهنا ارتفع الرجل فوق البشر والظروف ، وتملكته القوة الخارقة التى تسيطر عادة على الأبطال والشهداء فى أعظم المواقف التى يتعرض لها الإنسان بين الناس ، وهنا نرى بطولة الشاهد ، وبسالة الشهيد ، ... هنا نرى الوجه وقد أضاء بلمعان سماوى ، فلم يعد وجه إنسان ، بل أضحى وجه ملاك ، ... وفى الحقيقة إن استفانوس كان قريباً جداً من السيد ، ويكفى أنه والحجارة تنهال عليه ، فعل مثل سيده تماماً وهو على الصليب ، فلن يطلب الغفران للمسيئين إليه ، كما غفر المسيح فحسب ، بل صلى أيضاً مثل سيده وهو يستودع روحه : " أيها الرب يسوع أقبل روحى !! .. ( أع 7 : 59 ) وحيث أنه مات رجماً بالحجارة فمن المعتقد أن هذا حدث على الأغلب، فى آخر عام 36 أو أوائل عام 37 م ، فى الوقت الذى دعت فيه روما واليها المعروف بيلاطس البنطى لتحاسبه على جرائمه المتعددة ، ولم تكن قد أرسلت خلفاً له، فأتاح هذا لليهود فرصة الحكم عليه بالإعدام وتنفيذه بعيداً عن تدخل الرومان!!.. ومن المعتقد أن الرجم حدث شرقى الهيكل على حافة وادى قدرون بالقرب من باب دمشق الذى كان يدعى فيما مضى باب استفانوس !!.

ومن الواضح أن موت استفانوس لم يكن عميق الأثر فى حياة ذلك الشاب القديم الذى كان حارساً لثياب قاتليه فحسب ، بل تحول فى مجرى التاريخ ليكون عظة بالغة ، من غير حدود ، فى حياة الملايين من البشر فى الشرق أو الغرب على حد سواء ... ولعلنا نختم هنا بما قاله سر توماس مور للقضاة الذين حكموا عليه بالموت على أثرر نطقهم بالحكم : أيها السادة ولو أنكم حكمتم علىَّ ظلماً . لكنى اود أن أقول إن بولس كان حارساً لثياب الذين قتلوا استفانوس ، والآن هما صديقان معاً فى السماء ، وأنا أصلى أن يكون الأمر أيضاً معنا كذلك ، لنلتقى فيما بعد فى السماء!!.. وهكذا كان استفانوس رائعا فى حياته القصيرة على الأرض ، وأروع فى الشهادة الأمينة التى ختمها بدمه. واستحق إكليل المجد الذى لا يبلى فى السماء!!.


via †† ارثوذكس †† https://ift.tt/3jgDKPA

جديد ارثوذكس : نعمان العظيم الأبرص


وكان نعمان رئيس جيش ملك أرام رجلاً عظيمًا عند سيده مرفوع الوجه .. وكان الرجل جبار بأس، أبرص ( 2مل 5: 1 )
في 2ملوك5: 1 نرى حالة نعمان من وجهيها، فمن جهة ظروفه كان «عظيمًا»، «مرفوع الوجه» و«جبار بأس» و”منتصرًا“ ـ أي أنه كان حائزًا لكل ما يتمناه القلب من امتيازات. فكان القائد الأعلى لقوات أرام، وكان حائزًا لثقة الملك واعتباره، وكان يحمل على جبينه إكليل الفوز والنصر.

ولكنه كان أبرص.
يا لها من وصمة شنيعة على مقامه السامي، وسحابة قاتمة في جو مجده الساطع، فلم يكن ذلك المرض الخبيث عائقًا له عن التمتع بامتيازاته العظيمة فقط، بل كان مُنغِّصًا له ومُذلاً لنفسه، لأن علو منصبه جعل مرضه معروفًا ومشهورًا للناس، وأشعة عظمته كشفت وأوضحت قُبح منظره وتشويهه، فكانت البدلة العسكرية الفاخرة تكسو جسمًا أبرصًا، وإكليل النصر يتوج جبينًا أبرصًا، وبالاختصار نقول إنه لو فرضنا أن أحقر خادم من خَدَم نعمان أُصيب بذلك الداء الخبيث ما كان ليشعر بالمذلة التي شعر بها ذلك القائد العظيم نفسه.
وإننا نؤكد أنه كان يتمنى أن يضحي بكل شيء في سبيل حصوله على الشفاء.

وفي شخص نعمان نرى صورة الخاطئ في حالته الطبيعية، وهو مضروب من الداخل والخارج بمرض الخطية العديم الشفاء. فقد يكون الإنسان كنعمان مُحاطًا بالغنى والثروة، يتنعم كل يوم مترفهًا، ولكنه خاطئ هالك.

وعندما تتفتح عيناه ليرى ذلك، لا يزيده غناه وتنعمه إلا آلامًا وشقاوة داخلية. فهو هالك محتاج إلى خلاص، محتاج إلى بُرء دائه ومحو ذنبه وتطهير ضميره، هذا ما يحتاجه وهذا ما أعدّه الله له.

فكما أعد الله مياه الأردن لتطهير نعمان من كل آثار مرضه، هكذا أعدّ دم المسيح الثمين لتطهير الخاطئ من كل ذنب وإعفائه من كل دينونة.

وكانت الفتاة الأسيرة المسكينة تعلم سرًا يجهله سيدها بالرغم من عظمته ومقامه؛ كانت تعلم أنه في أرض إسرائيل يمكن لسيدها أن يجد ما يتمناه.
كانت تعلم أين توجد النعمة، ومعرفتها هذه ملأت قلبها شوقًا إلى اشتراك سيدها في تلك النعمة، فقالت: «
يا ليت سيدي (هناك)
» (ع3).

وهكذا هو الحال دائمًا فالنعمة تملأ القلب بحب الخير للآخرين، فلم تهتم تلك الفتاة بكونها مسبية من أرض آبائها، وأسيرة في بيت شخص أرامي، ولكنها اهتمت بمرض سيدها واشتاقت لأن ترشده إلى طريق الشفاء. وأين يجد الأبرص شفاءه إلا عند إله إسرائيل؟


via †† ارثوذكس †† https://ift.tt/34CVRei
Thursday, August 20, 2020

جديد ارثوذكس : أهم ما يقدمه الآباء للأبناء

أهم ما يقدمه الآباء للأبناء
1) ينبغي أن لا تغلظ لابنك القول لأتفه الاسباب ، وايضاًلا تُرغمه على فعل ما تريد من غير أن توضح له الهدف بطريقة تحببه في فعله ، ويجبأن لا تجبره على ما ليس يروق لك بغيراستشارته وإقناعه بلياقته له.
2) ضرورة أن تتحدث مع ابنك ، وتجيب على ما يلقيه مناسئلة ، وأن توضح له ما يُصعب عليه فهمه وتساعده على حل ما يعترضه من مشكلات ، وأنلا تُحرمه من الاشتراك في الرحلات المدرسية والكنسية ، ولا تمنعه من ممارسةالالعاب الرياضية ؛ خوفاً من أن يصيبه حادث.
3) يجب أن تدرس شخصية ابنك وامكانياته وأعرف مَلَكاتهحتى لا تطالبه بأكثر من طاقته ، ولا تقارنه أو تعايره في كل لحظة بمقارنته بالآخرين . ولا تُرغمه على شيء لا يجب أن يعمله.
4) ينبغي أن تُصغي إلى ابنك وطلبه وتستمع إلى ما يذكرهمن مبرات قبل أن تُجيب بكلمة "لا".
5) تذكر أن ابنك يعي ويفهم ما يدور من حوله. فلا تتصورأن ابنك صغير السن بل طفلك ينظر ويسمع
ويحفظ ويعلل لذلك أن الوعظ والإرشاد لا فائدة منهماطالما أن تفعل أمامه ما تُنهي عنه.
6) إن طفلك يريد دائماً أن يفتخر بك ؛ لذلك احرص على الايعايره رفاقه بما يُشاع عنك من انك سكير أو مُقامر أو عاطل ، أو ضعيف في الرابطةالزوجية أو انفصامها بينك وبين أمه.
7) أن تشجع ابنك وان تُثني عليه عندما يقوم بعمل جديدبالثناء والتشجيع ، أن لا تغالي في العقاب عندما يخطيء ، ولا تحتقر شخصيته أوتُهدر كرامته ؛ لإن ذلك يُسبب عُقداً تنقص عليه مدي الحياه.
8) يريد ابنك أن يراك مرحاً وبشوشاً ؛ فلا تُنفس عنهمومك وشكواك عن أعباء العمل ، ومضايقات الناس لك.
9) في معاملات ابنك وحديثه معك لا تكن ديكتاتورياً . دعله مجالاً للدفاع عن نفسه عندما يُخطيء.
10) تذكر أن ابنك بشر مثلك ، وعليك أن تستعرض من وقتلآخر ما كان يصدر منك وأنت في مثل سنه وثقأن ثورتك ستهدأ عندما تصدر منه هفوات سببها نزوات الطفولة.
11) اجعله يحس بالطمأنينة والاستقرار ، وهذا يأتيمن إدراكه انه يستطيع أن يعتمد عليك


via †† ارثوذكس †† https://ift.tt/34h8nA8

جديد ارثوذكس : حبقوق الاصحاح الثالث

حبقوق الاصحاح الثالث :


+ يارب عملك أحيه في وسط السنين .
+ فقدرتك وجلالتك معروفة منذ القدم .
+ أذكررحمتك وأسمع صراخ المسكين .
+ وعرف عظمتك دائماً بين كل الأمم .
+ أنت وحدك ابتهاجنا في وقت الأنين .
+ عندما تزبل الحـقول ويـنقطع الغـنم .
+ وإذا أنقطع عنا الخير ولم يزهر التين .
+ فأنت تسد كل الاحتياجات وتزيل الهم .
+ وعدك يا راعيـنا صادق وللأبد أمين .
+ كلمتك إلى مدى الأدهار ثابتة كالسهم .


via †† ارثوذكس †† https://ift.tt/3iQ6q1A

جديد ارثوذكس : سيرة القديس الأنبا اور

مؤسس دير الملاك غبريال بجبل النقلون
بالفيوم
نشأ القديس أور في إحدى بلاد الشرق ( بلاد فارس - ايران حاليا ) وكان أبوه يدعى ابراشيت أما أمه فكانت ابنة ملك تلك البلاد
واستطاع أبوه أن يتقرب من الملك وكان يقيم بقصر الملك بعد وفاة زوجتة التي رزق منها بولدين ولقد اعجب بابنة الملك التي كانت حسنة الصورة جدا فتطلع إليها واحبها كثيرا وتزوجها سرا فحبلت منه
ولما علمت الملكة ذلك حزنت جدا وخشيت أن تخبر الملك واخفت السر عنه إلى أن ولدت ابنة الملك طفلا حسن الصورة أسموه أور ومعناه من وُجد خلسة وسرا ،
وكان ميلاده في اليوم الثاني والعشرين من شهر كيهك وبعد ثلاث سنوات ماتت أمه فقامت الملكة بالاحتفـاظ بالطفل وأخفتة في حجـرات القصـر خوفا مـن أن يـراه الملـك،
وكانت تحب الطفل وتعزه كثيرا وكلما دخلت على الطفل أور وكان وجهه يضئ كالشمس وتفوح من مكانه روائح بخور طيبة وذكية وكانت تخشى على الطفل أن يخاف من هذا المنظر أو يصاب بأذى
وحكى الطفل أور أن طائرا وجهه يضئ كالشمس ووسطه مشدود بمنطقة من ذهب احمر وجسده كالنار ورجليه كالنحاس اللامع ووجهه يشبه وجه إنسان ومنظره مخوف جدا وصوت كلامه كأمواج البحر الهائج وأنا إذا نظرت إليه اسقط أمامه مرعوبا فيقيمني قائلا هكذا لا تخف يا أور أنا غبريال رئيس الملائكة الواقف أمام الله القدوس هوذا أنا قائم معك من يوم مولدك وإلى الآن ولن أتخلى عنك حتى تنتهي أيام غربتك على الأرض ويكون لاسمك صيتا عظيما
فلما سمعت الملكة وأبوه هذا الكلام تعجبا كثيرا ووقع عليهما رعب عظيم وعندما كان عمر الطفل أور ثماني سنوات كان الملك يتجول في القصر فرأى الطفل فعرف أن ابراشيت رزقه من ابنته فحمى غضب الملك جدا وأراد قتل ابراشيت لكنه هرب من وجه الملك واخذ ولديه والطفل أور وخرج من القصر وهو ينوي أن يتحه إلى أورشليم
لكن ملاك الرب غبريال ظهر لهم وأمرهم بالذهاب إلى مدينة الفيوم التي بأرض مصر واراهم المكان الذي يسكنون فيه وهو جبل النقلون
وبعد وصولهم إلى هذا المكان بخمسة اشهر مات ابراشيت تاركا أولاده الثلاثة الذين صاروا مسيحيين
وعندما اشتد عود الفتى أور ظهر له الملاك غبريال ومعه القديسة العذراء مريم والدة الإله ومعهم الملاك ميخائيل وطلب منه بناء بيعه باسمه وحدد له مكان البيعة وكان ذاك في اليوم الثالث عشر من شهر أمشير
وبدأ القديس أور في بناء البيعة وكان رئيس الملائكة غبريال يساعده من خلال ما اظهر له من معجزات
واستمر القديس اور في بناء البيعة واهبا حياته وفكره وقلبه في عمل الرب الذي دبر للقديس أور ما يعينه على العمل الذي بدأه
فلقد مات الملك جد القديس أور وتولى ابنه الملك عوضا عنه واصبح حزن جدته الملكة عظيما فقد فقدت زوجها الملك إضافة إلى حزنها الدائم على ابتعاد حفيدها القديس أور عنها في ارض بعيده
فطلبت بإلحاح إلى ابنها الملك والذي هو خال القديس أور أن يبحث عنه حتى يجده لتراه قبل أن تموت فأجابها الملك إلى طلبها وأرسل رسله وجنوده وأمرهم بالبحث عنه في كل مكان وألا يرجعوا ألا برفقة القديس أور
وظل رسل الملك يبحثون عنه حتى علموا أنه في مدينة الفيوم بجبل النقلون في أرض مصر ووجده قائما بالبناء في بيعه رئيس الملائكة غبريال فاخبروه بكل ما حدث من أمور المملكة وتوسلوا إليه أن يذهب معهم لأنهم لن يستطيعوا العودة بدونه
فرفض القديس أور الذهاب معهم فاخبروه أن الملك سوف يقتلهم إذا رجعوا دون أن يكون معهم ويكون هو سبب قتلهم فتحير القديس أور ورق قلبه لهم وهو لا يريد أن يكون سببا في قتلهم وطلب منهم مهلة حتى يعرف مشيئة الرب القدوس في هذا الأمر وصار قائما الليل يصلي بدموع ولم يأكل أو يشرب شيئا
ولما انتصف الليل ظهر له ملاك الرب غبريال بمجد عظيم وطمأنه وآمره بالذهاب مع رسل الملك لان الأمر من قبل الرب وهو للخير واخبره انه سيكون معه حتى يعود إلى جبل النقلون لاكمال بناء البيعة ففرح القديس أور فرحا عظيما ومجد الرب القدوس واستعد للسفر مع رسل الملك
وكان ملاك الرب مصاحبا له في جميع طرقه حتى وصل إلى المملكة وهناك استقبلوا القديس أور بإكرام عظيم كأمير من أمراء المملكة وتبدل حزن جدته الملكة إلى فرح عظيم وأجلسه الملك معه على الكرسي من اجل انه ابن أخته
ولما مضى شهر وهو مقيم بالمملكة متفكرا في إكمال بناء البيعة تحدث مع جدته الملكة عن العجائب والمعجزات التي صنعها الرب القدوس معه منذ اليوم الذي خرج هو وأخويه وأبوه من المملكة وكيف أن رئيس الملائكة غبريال الذي لازمه منذ أن كان طفلا مازال ملازما له حتى اللحظة وحكى عن البيعة التي يقوم ببناءها على اسم رئيس الملائكة غبريال وطلب من جدته الملكة أن تحدث خاله الملك ليأذن له بالرجوع لاستكمال أعمال البناء في البيعة
توسلت إليه كثيرا ليبقى معها بالمملكة وعندما وجدته مصرا على العودة إلى جبل النقلون تحدثت مع خاله الملك في هذا الأمر لكن الملك رفض طلبه
فحزن القديس جدا وصلى إلى الرب القدوس لكي يحنن قلب الملك عليه ويطلقه بسلام
فسمع الرب صلاته فقد ظهر ملاك الرب لجدته الملكة وخاله الملك في حلم وأمرهم أن يطلقوا القديس أور ليذهب بسلام إلى جبل النقلون
ففعلوا ما أمرهم به الملاك وأعطوا للقديس أور ذهبا كثيرا لبناء البيعة وودعوه وهم متأثرين جدا وخرج القديس من عندهم ممجدا الرب القدوس على عجائبه التي صنعها معه مشتاقا للوصول إلى جبل النقلون حيث البيعة
فلما وصل الى هناك رأى أن يهدم ما بناه بالطوب اللبن ويبني مكانه بالطوب الأحمر وفيما هو يقوم بالبناء إذا بإبليس اللعين عدو كل بر الشيطان المعاند لم يحتمل أن يرى بيعة الله تبنى في هذا الجبل فحسد القديس أور وبدأ يحاربه بحيل ومكائد شريرة حتى يمنعه من استكمال البناء
فظهر له بأشكال مخيفة ومناظر مرعبة وأشكال شتى حتى لجا إلى حيلة خبيثة حيث تشبه براهب شيخ تحدث مع القديس أور طالبا بإلحاح أن يشركه في أعمال البناء فوافقه القديس دون أن يفطن إليه انه الشيطان في شكل راهب شيخ وحدد له عملا وهو أن يملأ الأواني الفخارية من البحر القريب من مكان البناء ويحملها على الدواب ويأتي بها إلى العمال فما كان منه ألا أن يملأ الأواني الفخارية بالماء ويحملها على الدواب وعندما يقترب من مكان بناء البيعة يكسر الأواني الفخارية ويضيع الماء وتتعب الدواب ويتعطل البناء
فلما تكرر هذا العمل حدث تذمر بين العمال بسبب هذا الراهب الشيخ وجعلوه يترك هذا العمل ويقوم بعمل أخر وهو مناولة الطوب فكان يرميه على العمال محاولا قتلهم وأصاب آخرين معه
وبسبب فعله هذا أوقع القديس أور في ضيقة عظيمة حيث ادعى أن العامل مات بسبب القديس أور وبسبب البناء
واخذ يهيج علية أحد جنود الوالي الذي يصادف مروره بالقرب من المكان فقبض الجندي على القديس عازما على اصطحابه إلى الوالي وصلى القديس إلى الله حتى يظهر الحقيقة وينجيه من هذه التجربة
فظهر رئيس الملائكة غبريال وربط الشيطان الذي تخفى في شكل راهب شيخ وكان القديس أور يسأله من هو فكان يصرخ وهو يقر بأنه الشيطان ويقر بكل مكائده التي حاول بها تعطيل بناء البيعة
وصلى القديس أور إلى الله فأقام العامل الذي تسبب الشيطان في قتله وقد تعجب جندي الوالي مما سمعه ورآه ومجد الله وأقام بجبل النقلون حتى اكمل القديس أور بناء البيعة في اليوم الثالث عشر من شهر بؤونه وقد فرح جدا بتمام البناء ومجد الله القدوس.
و فيما هو راقد في تلك الليلة إذا اشرق عليه نور عظيم وظهر له رئيس الملائكة غبريال المبشر وقال له السلام لك يا أور حبيب الله أقول لك إنني مسرور لفعلك الحسن وهوذا الآن قد فرغت أن اسأل الله من أجلك ليبني لك مسكنا في السماوات لم تصنعه أيادي أقول لك أن هذا الموضع قفر وكل الذين يأتون إليه يريدون ما يقوم بحاجتهم فلا ترد أحدا ممن يأتي إلى هنا فقيرا كان أو غنيا لان هذه إرادتي وكل موضع لا يكون فيه محبة ليست فيه بركة الرب
أقول لك يا أور أن كل من يأتي إلى هنا وبه أي مرض من الأمراض الصعبة فانه لا يخرج حتى ينال الشفاء بقوه ملكي الحقيقي يسوع المسيح وسوف يظهر في هذه البيعة عجائب كثيرة ويذيع خبرها. في كل الأرض
وأنا آتي واسكن فيها لأني أحببتها جدا والرب أعطاها لي كرامة وهبه وسوف يعمر هذا الجبل ويكون مثل أبراج الحمام من الجموع الذين يأتون إليه من سائر الأماكن وتصعد صلواتهم أمام الله فيأمر الذين يأتون إليه أن يكونوا أطهارا في نفوسهم وأجسادهم ويحفظون الوصايا التي يسلموها من آباءهم القديسين فانهم إذا مشوا في طريق الله وحفظوا أوامره فأنا ورفيقي رئيس الملائكة ميخائيل بقوة الرب يسوع المسيح نحرسهم من كل قوات العدو الشرير.
ثم دعا القديس أور الأنبا اسحق أسقف الفيوم ليكرس البيعة فحضر وكرسها في السادس والعشرين من شهر بؤونه
وتمت رسامة القديس أور قسا على البيعة وكانت عجائب كثيرة تظهر في هذه البيعة وعند نياحة الأنبا اسحق أسقف الفيوم اجتمع اراخنة المدينة وكل الشعب المسيحي واختاروا القديس أور ليخلفه في الأسقفية
وتوجه وفد منهم إلى الإسكندرية وهناك قابلوا الاب البطريرك وطلبوا أن يقيم لهم القديس أور أسقفا على الفيوم فصلى البطريرك إلى الله أن يعلمه أن كان أور مستحقا لهذه الرتبة الجليلة التي هي رتبة الأسقفية فظهر رئيس الملائكة غبريال للأب البطريرك فاعلمه أن الأمر من الرب فوضع يده عليه وأقامه أسقفا على الفيوم وكل تخومها
وعمل القديس الأنبا أور على عمارة البيع وبنى قلالي كثيرة لسكن الرهبان والنساك وبنى أماكن لسكن الغرباء الذين كانوا يأتون للتبرك واهتم بالفقراء والمساكين وأصحاب الحاجة واكثر من أعماله الحسنة التي أرضت الرب وكانت سببا في أن الناس كانت تمجد الله
ولما اكمل سعيه وقربت أيام نياحته حكى سيرة حياته ليوحنا الاسكيدس العابد وأوصاه بتكفين جسده وألا يضع عليه ثيابا فاخرة ولا يضعه في تابوت بل يدفنه في التراب غربي البيعة
وفي اليوم التاسع من شهر أبيب انطلقت روح القديس الأنبا أور إلى فردوس النعيم فزفتها الملائكة بالتسابيح وترانيم الفرح حيث اكتمل جهاده وأرضى الرب بأعماله الصالحة
بركة وشفاعة القديس اور تكون مع جميعكم امين....


via †† ارثوذكس †† https://ift.tt/3hfF3xA

جديد ارثوذكس : القديس الأنبا صيصوي | الأنبا شيشوى

بعد نياحة الأنبا أنطونيوس، كان القديس صيصوي (الأنبا شيشوي، سيصوي، شوشاي، شيشاي، سيسوي) من أكثر أنوار الصاري المصرية ضياءً ومن مشاهير آباء البرية.
"شيشوي" تعنى "ابن العالي".
كان مصريًا بالمولد، وفي شبابه ترك العالم والتجأ إلى برية شيهيت سنة 340 وهو في العشرين من عمره تقريبًا، وتتلمذ للقديس مقاريوس.
وفي عام 356 م. إذ كان يشتهي حياة أكثر هدوءً عبر نهر النيل إلى جبل القديس أنبا أنطونيوس حيث تنيح الأنبا أنطونيوس، فكانت حياة هذا القديس وفضائله معينًا ومثبتًا له. انطلق ليمارس حياة الوحدة ومكث إلى عام 426 م. حيث بلغ حوالي 106 سنة، وبسبب الشيخوخة عاد إلى برية شيهيت حيث تنيح بعد قليل وكان قد اقترب من مائة وعشر سنوات. قال عنه أنبا بيمن: "فاق كل الحدود وتجاوز كل السيّر (التي للآباء القديسين)
الأنبا أنطونيوس مثله الأعلى:
كان يحسب أن الأنبا أنطونيوس يراه ويسمع توجيهاته لتلاميذه، وكان يجاهد ليدرّب نفسه على الاقتداء بالمعلم العظيم في كل حياته: شدّته في تداريبه الروحية، التزامه الصمت، واشتياقه للصلاة. لذلك ذاع صيته حتى أتى إليه تلاميذ كثيرون ليتتلمذوا عليه، فاضطر إلى التخلي عن حبه للصمت والوحدة لتحقيق هدف أعظم وهو عمل المحبة معهم.
بعد نياحة الأنبا أنطونيوس جاء إلى الأنبا شيشوى أخوه لزيارته في مغارة الأنبا أنطونيوس. قال لأخيه: "كان يسكن في هذه المغارة أسد والآن يسكنها ثعلب!"
إذ كان يشتكي أنه لم يبلغ بعد إلى قامة الأنبا أنطونيوس سأله أحد الرهبان: "ألم تصل إلى درجة الأنبا أنطونيوس يا أبانا؟" أجاب: "لو كان لي واحدة فقط من مشاعر هذا الراهب لتحوّلت إلى شعلة حب إلهي".
تائب البرية:
كان معينًا لتلاميذه حتى في ضعفهم وخطيتهم، فكان بمحبته وصبره يقودهم للتوبة، وكان انسحاق القلب هو فضيلته الثابتة التي ترافق توجيهه وتعليمه لتلاميذه.
قال له يومًا أحد الرهبان: "يا أبي إني أضع نفسي دائمًا في حضرة الله"، فأجابه القديس صيصوي: "من الأفضل لك أن تضع نفسك تحت كل المخلوقات حتى تكون مطمئنًا في تواضعك". لذلك إذ كان في كل حين يتطلع إلى الحضور الإلهي كان يُدرك تمامًا ضعفه وحقارته.
دُعي بتائب البرية بسبب ما حدث معه في لحظات نياحته في حضور القديس آمون تلميذ أنبا بامو.
قيل أنهم سمعوه يتحدث مع أشخاص غير منظورين. سأله الحاضرون : "ماذا ترى يا أبانا؟" أجاب: "أرى جماعة قادمة لتأخذني وأنا أتوسل إليهم أن يمهلوني قليلًا حتى أتوب". قال له أحد الشيوخ: "هل لديك قوة لكي تتوب؟" أجاب : "وإن كان ليست لدي قوة فإني أتنهد وأبكي على نفسي!" ولما قال هذا أشرق وجهه كالشمس ففزع الذين حوله وسمعوه يقول: "الرب يقول: ائتوني بتائب البرية"، ثم أسلم الروح فامتلأت القلاية من رائحة ذكية
محبته للسكون والوحدة:
اعتاد أن ينطلق كالسهم إلى قلايته بعد انتهاء العبادة مباشرة، وكان في تعليمه يركز على العبارة: "جيد للراهب أن يبقى في قلايته".
حبس نفسه مرة في القلاية، ومنع تلميذه من القدوم إليه لمدة عشرة شهور، لم يبصر فيها إنسانًا. وفيما هو يمشى في الجبل ذات يوم إذ به يجد إعرابيًا يصيد وحوشًا برية. سأله الأنبا صيصوي: "من أين جئت؟ وكم لك من الزمان هنا؟" أجابه الأعرابي: "صدقني يا راهب إن لي أحد عشر شهرًا لم أرَ أحدًا قط غيرك". وإذ سمع الأنبا صيصوي ذلك دخل قلايته، وكان يضرب صدره ويقول: "يا صيصوي لا تظن أنك صنعت شيئا لأنك لم تصنع مثل ما صنعه هذا الأعرابي".
رفع عقله إلى السماء:
كان متى صلى في حضور أحدٍ يرفع يديه وينزلهما سريعًا حتى لا يُخطف عقله إلى السماء في وجود أحدٍ.
تارة إذ كان جالسًا في قلايته قرع تلميذه الباب فقال له الشيخ: "انصرف يا ابرآم ولا تعد حتى أستدعيك فإني لست الآن وحدي في هذا المكان!
صومه:
لم يكن يشغله الطعام ولا يفكر حتى في الصوم، فكان غالبًا ما ينسى أنه لم يأكل، وكان كثيرًا ما يذكره تلميذه طالبًا منه بإلحاح أن يأكل، فكان يجيبه: "إن كنا لم نأكل فلتقدم الطعام فنأكل".
سأله أخ عن كلمة منفعة فقال له: "قال دانيال النبي: خبز شهوة ما أكلت!"
جهاده ضد الشياطين:
سأله أخ: "هل يا ترى كان الشيطان يضطهد القدماء هكذا؟" أجابه الشيخ: "بل اليوم يضطهد أكثر لأن زمانه قد قرب، لذلك فهو قلق".
مقاومته للأريوسيين:
جاء إليه جماعة من الأريوسيين وبدأوا يتكلمون ضد العقيدة الأرثوذكسية، فنادى تلميذه ابرآم وقال له: "احضر لي كتاب القديس أثناسيوس واقرأ إمامي، فصمت الأريوسيون".
إقامة ميت:
جاءه أرخن وبصحبته ابنه الغلام، وهما في الطريق إلى المغارة مات الغلام. لم ينزعج الأرخن بل حمله ودخل به إلى حيث القديس وكان مستغرقًا في تأملاته، ثم سجد للرب أمامه ووضع ابنه الميت بجواره كأنه ساجد وتركه، وظل الابن على هذه الحال والقديس ينتظر قيامه. وإذ تأخر جدًا ربت على رأسه وهو يقول له: "ليباركك الرب يا بني، انهض سالمًا، فنهض الصبي معافى، ومجّد الأب الرب وروى عاليًا ما حدث فاضطرب القديس وسأله ألا يروي ذلك لأحد إلى يوم انتقاله
رجاؤه:
جاءه يومًا ما ثلاثة شيوخ متوحدين، فسأله الأول: "يا أبي ماذا أفعل لأتجنب نار جهنم؟" فلم يجبه القديس. سأله الثاني: "كيف أهرب من صرير الأسنان والدود الذي لا يموت؟" ثم سأل الثالث: "ماذا سيكون حالي؟ فإني كلما أفكر في الظلمة الخارجية أكاد أموت رعبًا". أجابهم القديس: "أعترف لكم أن هذه أمور لا أفكر فيها أبدًا، وإني إذ أعلم أن الله رحوم أثق أنه سيرحمني".
هكذا أراد أن يرفع قلوبهم بروح الرجاء إلى السماء لا أن ينشغلوا بالهلاك الأبدي. ولكنه إذ وجدهم قد حزنوا بعث فيهم روح الرجاء قائلًا: "إني أغبطكم يا اخوتي وأطوبكم، وأنا أشعر بالغيرة من فضيلتكم، فما دامت مثل هذه الذكريات عن عذاب جهنم تساوركم من المستحيل أن تستعبدكم الخطية، أما أنا فجامد القلب ولا أفكر أن ثمة عقابًا ينتظر الخاطئ الأثيم، ولهذا لا أكف عن ارتكاب الخطايا".
حين تقدم القديس في السن ولكثرة أمراضه، استجاب لنصيحة تلميذه إبراهيم وذهب ليعتكف قليلًا في مدينة القلزم قرب البحر الأحمر، وهناك زاره القديس آمون الذي إذ رآه حزينًا لبعده عن مكان وحدته، عزَّاه قائلًا إن حالته الصحية تتطلب علاجًا غير متوفر هناك، فأجابه القديس: "ألم يكن سلام العقل الذي أتمتع به هناك كافيًا لراحتي؟" وفعلًا لم يشعر بالراحة حتى عودته.
وعندما جاءوا به إلى شيهيت لاحظ أنبا آمون أنه كان متأثرًا جدًا، فسأله: "لماذا أنت حزين هكذا يا أبانا؟ ماذا كنت تستطيع أن تعمله في البرية وحدك في وأنت مُسّن؟" تطلع إليه وعاتبه قائلًا: "ما هذا الذي تقوله يا أمون، أليس مجرد الإحساس بالحرية في الصحراء أفضل من كل ش
مع الأنبا أولونيوس:
زاره مرة الأنبا أولونيوس أسقف فيلوابولاوس في جبل أنطونيوس، ولما عزم على الانصراف جعله يأكل باكرًا قبل الانصراف وكان الوقت صومًا. فلما وُضعت المائدة إذا بقومٍ يقرعون الباب. فقال لتلميذه: "قدّم لهم قليلًا من الطعام". فقال الأسقف: "دعهم الآن لئلا يقولوا أن صيصوى يأكل باكرًا". فتأمله الشيخ وقال للأخ: "امضِ أعطهم طعامًا". فلما أبصروا الطعام قالوا للأخ: "يا ترى هل عندكم ضيوف، والشيخ يأكل معهم؟" قال : "نعم"، فحزنوا قائلين: "لماذا تركتم الشيخ يأكل في مثل هذا الوقت؟ أما تعلمون أن الشيخ يعذب نفسه أيامًا كثيرة بسبب هذه الوجبة؟"
إذ سمع الأسقف ذلك صنع مطانية قائلًا: "اغفر لي يا أبى لأني تفكرت فكرًا بشريًا، أما أنت فقد نفذت وصية الله".
نياحته:
على فراش الموت سُمِع يصرخ: "القديس أنطونيوس وسحابة الأنبياء والملائكة قد أتوا لأخذ روحي"، ثم أضاء وجهه وسكت لحظة، ثم صرخ مرة أخرى: "الآن الرب يأتي إليَّ". وهكذا أسلم الروح حوالي سنة 429 م. بعد أن اعتزل على الأقل 62 سنة في جبل الأنبا أنطونيوس.


via †† ارثوذكس †† https://ift.tt/31eJwLg

جديد ارثوذكس : الشهيدة إيريس *

قدّم لنا يوسابيوس القيصري في كتابه "التاريخ الكنسي" مجموعة من تلاميذ العلامة أوريجينوس تقدموا للاستشهاد، من بينهم من كانوا لا يزالون موعوظين، ومن الجنسين.

من بينهم هؤلاء الشهداء بلوتارخوس وسيرينوس وهيراكليدس وسيرينوس آخر وإيريس أوهيريس وباسيليدس وبوتامينا.

تم ذلك سنة 202 م. في عهد الإمبراطور سبتيميوس ساويرس، الذي يعني "العنيف أو القاسي السابع". هذا الإمبراطور في عودته من فلسطين إلى مقره، أراد أن يقضي بعض الوقت بمصر، ليعاين بنفسه مدى تطبيق أوامره التي أصدرها لاضطهاد المسيحيين.

لعل اِتِّقاد قلب أوريجينوس وغيرته قد أعطى الإسكندرية سمة خاصة، إذ كان هذا الشاب دائم الحركة، لا بتقديم التعليم الكنسي فحسب، وإنما في حثّ حتى الموعوظين الذين تتلمذوا على يديه أن يقبلوا الاستشهاد باسم المسيح بفرح.

لقد جال الجند التابعين للإمبراطور في الإسكندرية، بل وفي كل نواحي مصر لمقاومة المسيحية، وقد أُغلقت المدارس، وأصاب الحياة اليومية نوعًا من الشلل... أما مدرسة الإسكندرية المسيحية فقد أَغلقت أبوابها لا لتشتيت تلاميذها، وإنما لينطلق أوريجينوس يعلمهم في موضع آخر على ضياء نور أتون الاضطهاد، لا حديث له معهم سوى حثّهم على قبول الآلام بفرح... يقضي معهم بعض الوقت ليتركهم منطلقًا إلى السجن يخدم المعترفين ويسندهم ليتمموا شهادتهم للحق بفرح، ويصحبهم إلى دار القضاء ليسمع الأحكام الصادرة ضدهم، فيرافقهم في ساحة التنفيذ ويُقبِلهم علانية قبيل استشهادهم.

والعجيب أنه في هذه اللحظات الحرجة كان بعض الوثنين يأتون إليه لسماع كلمة الله... (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). وكأن الضيق أعطى للكرازة قوة وثمارًا متكاثرة.

أول تلميذ له استشهد هو بلوتارخس، يقول عنه يوسابيوس: "إذ كان يُساق إلى الموت اقترب منه الشخص موضوع حديثنا (أوريجينوس)، ورافقه حتى النهاية، ولكن العناية الإلهية حفظته في هذه المرة أيضًا".

بلا شك قد ثار أهل الشهيد على أوريجينوس بكونه علّة موته، والمحرض له على رفض العبادة الوثنية... أما الرجل الثاني من تلاميذه فهو سيرينوس الذي قُدم لنار أتون، فكانت شهادته للإيمان الحق أعلى من ألسنة اللهب وأقوى من فاعلية النيران.

تلاهما الشهيد هيراكليس وهو موعوظ بسيط منتمى للمدرسة، والرابع هو هيرو وكان حديث الإيمان، قبِل المعمودية قبل استشهاده بفترة قصيرة، سلّم رقبته للسيف بثبات وإيمان. والخامس سيرينوس (آخر) الذي دعاه يوسابيوس "بطلًا من أبطال التقوى". وأما السادس فهي من بين النساء تُسمى إيريس أو هيريس، التي استشهدت وهي لا تزال تحت التعليم، يقول يوسابيوس: "قبلت معمودية النار حسب تعبير أوريجينوس نفسه في موضع آخر". أما السابع فهو باسيليدس الذي ساق الشهيدة بوتامينا الشهيرة للاستشهاد، نعود إلى الحديث عنهما فيما بعد إن شاء الرب وعشنا.


via †† ارثوذكس †† https://ift.tt/2Eo1Usk

جديد ارثوذكس : ماذا يفعل الإنسان ليستعيد الثقة في الناس، بعد أن أنهار أمام عينيه مثله الأعلى؟•




أول نقطة أحب أن أقولها لك هى: ليكن مثلك الأعلى هو السيد المسيح نفسه، وسير القديسين.

وحتى بالنسبة إلي القديسين، ذكر لنا الكتاب إنهم بشر مثلنا، وكانوا معرضين للسقوط، وسجل بعض خطايا الآباء والأنبياء.

بل قال الكتاب عن إيليا الذى أغلق السماء وفتحها، والذى صعد إلي السماء فى مركبة نارية..
قال عنه: " إيليا كان إنساناً تحت الآلام مثلنا " (يع 17:5). ومع ذلك " صلى صلاة أن لا تمطر السماء، فلم تمطر على الأرض ثلاث سنين وستة أشهر.

ثم صلى أيضاً فأعطت السماء مطراً.

لذلك ليكن قلبك حنوناً على الناس. ولا تقل " إنهار مثلى الأعلى أمام عينى "!! إن بطرس لم يحدث أنه إنهار كمثل أعلى أمام المسيح ,امام التلاميذ، لما أنكر الرب أمام جارية، ولعن وحلف وقال لا أعرف الرجل (مت 69:26-74).
وداود النبى لم يسقط كمثل أعلى، لما زنى وقتل ولجأ إلي طرق ملتوية من الخداع (1صم 11).

وهكذا في باقي خطايا الأنبياء..

لذلك ما أصعب قولك إن مثلك الأعلى إنهار أمام عينيك!! إن داود يقول عن الرب في مغفرته " لأنه يعرف جبلتنا، يذكر أننا تراب نحن" (مز 103).

تذكر أن القديسين معرضون لحروب شديدة. وقد قال الكتاب عن الخطية إنها طرحت كثيرين جرحى، وكل قتلاها أقوياء (أم 26:7).

ومع أنهم سقطوا قتلى، إلا أن الكتاب قال عنهم أنهم أقوياء..

وعلى الرغم من سقوط شمشون أمام أغراء دليلة، إلا أن الرسول ذكره ضمن رجال الإيمان (عب 33،32:11).

أما كيف تستعيد ثقتك بمثلك الأعلى؟ فعليك أن تتذكر أعماله الفاضله القديمة التى من أجلها إتخذته كمثل أعلى...
وأيضاً لا يجوز أن تلغى شخصيته كلها من أجل عمل واحد ..

أو قل لنفسك " لكل إنسان ضعفاته " أو صل من أجله .. وأعرف أنه ليس معصوماً من الخطأ.

وإذا حدث أمامك خطأ من مثل أعلى، لا تفقد الثقة بكل الناس.

ربما توجد أمثلة عليا أخرى، تعرفها أو لا تعرفها... فلا تعمم المشكلة التى واجهتك، ولا تتعقد من جهة جميع الناس.

وهناك نقطة أخرى أقولها لك هى: كثير من الأبرار الذين سقطوا ثم تابوا، رفعتهم التوبة إلي درجة أعلى بكثير من حالتهم الأولى.

من الجائز أن مثلاً أعلى قد سقط. ونعمة الرب لا تتركه، مادام يتضع أمامه.

وما أسهل أن تقوده النعمة إلي توبة فيها إنسحاق قلب وأتضاع يرفعانه إلي درجة أعلى بكثير مما كان.

وعلى أية الحالات، خذ سقوط هذا المثل درساً لك


via †† ارثوذكس †† https://ift.tt/3aSPPrj
Monday, August 17, 2020

جديد ارثوذكس : القديس غريغوريوس أسقف نيصص

أحد الآباء العظام، دعاه القديس غريغوريوس النزيانزي: "عمود الكنيسة كلها" ولقّبه الأب مكسيموس المعترف "معلم المسكونة".
عاش في بداية حياته محبًا للعلم والأدب، وانطلق إلى حياة الخدمة والجهاد وكرس أواخر حياته للنسك والتأمل الإلهي في أعماق سماوية.
نشأته:
وُلد حوالي عام 330 م من أبوين مسيحيين تقيين في مدينة قيصرية الكبادوك يُدعيان باسيليوس وإميليا ابنة شهيد، له تسعة إخوة من بينهم أسقفإن (باسيليوس الكبير وبطرس أسقف سبسطية)، والقديسة ماكرينة التي صارت رئيسة دير، وكان لها دورها الفعّال في حياة اخوتها بما تمتعت به من مواهب فكرية وتقوية ونسكية. لم يكن يميل إلى الحياة الدينية، طلبت منه والدته أن يشترك مع الأسرة في احتفالها بعيد شهداء سبسطية الأربعين، إذ كانت والدته قد بنت كنيسة على رفاتهم لكنه لم يرد الحضور وتحت الإلحاح حضر على مضض.
وإذ نام في الاحتفال رأى بستانًا جميلاً أراد دخوله فمنعه الأربعون شهيدًا، عندئذ استيقظ من نومه نادمًا على ما فرط منه، وقرر أن يقبل الإيمان المسيحي طالبًا صلوات هؤلاء الشهداء. قيل أن والديه رقدا في الرب وهو صغير فاهتم به القديس باسيليوس والقديسة ماكرينا، فكان ينظر إليهما بكل وقار وتكريم.
بين الزواج والبتولية:
كان غريغوريوس ميالاً للبلاغة والأدب، وقيل أنه قطع شوطًا كبيرًا في ذلك طامحًا في مراكز هذا العالم وشهرته، لكن صديقه القديس غريغوريوس النزينزي كان يحثه على تكريس حياته للخدمة الإلهية والعبادة كأخيه باسيليوس وأخته ماكرينا.
تأثر غريغوريوس بكلمات صديقه، بعد أن كان قد تزوج بفتاة تدعى ثيوسيبيا Theosebia، التي مدحها فيما بعد عندما كتب عن البتولية، ودعاها القديس غريغوريوس النزينزي صديقته القديسة وأخته الطوباوية، بل وعند نياحتها رثاها، قائلاً: "فخر الكنيسة وبركة جيلنا".
هكذا كان ينظر إليها القديس بإجلال وتقدير. على أي الأحوال، نال بعد ذلك القديس غريغوريوس الكهنوت ويرى البعض أنها بقيت معه في الخدمة يسلكان كأخين، وإن كان البعض يرى أنها انضمت إلى القديسة ماكرينا في ديرها.
انطلق القديس غريغوريوس المتزوج ولكن بقلب التهب بالبتولية إلى فلسطين ومصر لزيارة الآباء الرهبان والنساك المتوحدين، وعاش فترة من الوقت سنة 358م في جبل أناسيس بمنطقة بونتيوس، وهناك التصق بصديقه النزينزي، وقد حاول القديس باسيليوس أن يجعله يستقر ويبقى في جبل أناسيس فلم ينجح في ذلك.
سيامته أسقفًا:
في عام 370م رُسم القديس باسيليوس الكبير أسقفًا على قيصرية الكبادوك، ولما كان الإمبراطور فالنس قد بدأ يشن حملة اضطهاد ضد السالكين بإيمان مجمع نيقية، أراد القديس باسيليوس أن يحيط نفسه بمجموعة من الأساقفة المستقيمي الرأي، فسام القديس غريغوريوس النزينزي أسقفًا على زاسيما، وأخاه غريغوريوس على مدينة نيصص عام 373م وكانت زوجته مازالت تعيش كبتول أو قد تنيحت.
في عام 374م أراد الإمبراطور فالنس بميوله الأريوسية التخلص من الأساقفة المستقيمي الإيمان، فاتهم غريغوريوس أسقف نيصص بتبديده أموال الكنيسة وأن سيامته باطلة، فنفاه لمدة أربع سنوات.
كانت هذه الفترة فرصة للقديس يعيش فيها حياة التأمل، فصار يفكر بجدية في أفكار القديس باسيليوس النسكية، وبدأ يساعده في تأسيس الحركة الرهبانية بالكبادوك فكتب أول عمل له: "مقال في البتولية، كتبها كإنسان متزوج ارتبط بزوجته بعلاقة مقدسة ومحبة روحية، لكنه شعر بسمو الحياة البتولية التي خلالها يتفرغ القلب والفكر وكل طاقات الإنسان للعبادة والخدمة خارج العوائق الزوجية أو الالتزامات الزوجية.
تجديد نشاطه الرعوي :
في نهاية عام 377 م عاد إلى مقر كرسيه بموافقة الإمبراطور جراتيان Gratian حيث اُستقبل بحفاوة شديدة وسط الأمطار الغزيرة. وفي عام 379م إذ تنيح أخوه القديس باسيليوس تأثر جدًا، وشعر بالالتزام أن يضاعف جهده، ليكمل رسالة أخيه من جهة نشاطه الرعوي وعمله اللاهوتي وتنظيم الحركة الرهبانية.
في خريف عام 379م اشترك في مجمع إنطاكية، وفي رجوعه من أنطاكية وقف في أناسيس ليحضر نياحة أخته القديسة ماكرينا، ولما رجع إلى إيبارشيتة وجد أتباع أنوميوس قد احتلوها، فصار يجاهد لدحض بدعتهم التي حملت فكرًا أريوسيًا، إذ رفضوا أن الابن واحد مع الآب في الجوهر، إنما يحمل قوة من الآب لكي يخلق، وأن الابن خلق الروح القدس أولاً كأداة في يده لتقديس النفوس.
وفي عام 380م دُعي إلي إيبورا بالقرب من أناسيس لمناسبة اختيار أسقف جديد لها.
وفي عيد القيامة لعام 380م رجع إلي نيصص حيث ألقى ثلاث عظات عن "الصعود وحلول الروح القدس"، كما كتب رسالة إلي أخيه بطرس أسقف سبسطية.
وفي عام 381م حضر مجمع القسطنطينية حيث كان له دور فعّال فيه، وخلاله اتجهت إليه الأنظار كأحد قادة الكنيسة العظماء في الشرق.
حمَّله المجمع مسئولية رعاية بعض البلاد، والقيام بمصالحة أسقفين بالعربية.
وفي عودته من العربية زار أورشليم وإذ رأي بعض الزوار يسيئون التصرف هناك كتب رسالة شديدة اللهجة في هذا الأمر. هناك أُتهم بهرطقة أبوليناريوس التي تتجاهل كمال ناسوت المسيح إذ تحسبه يحمل جسدًا بلا نفس بشرية، وإنما حل اللاهوت عوض النفس البشرية، فكتب القديس رسالة يدافع فيها عن نفسه.
وفي نهاية عام 381م رجع إلي نيصص، وفي الشتاء الثاني كتب ضد هرطقة أبوليناريوس وأيضًا ضد أنوميوس. وفي عام 385م أُختير ليقول كلمة رثاء في وفاة الإمبراطورة فلاسيلا وابنتها بولكاريا.
واجه القديس متاعب كثيرة من الأسقف هيلاديوس أسقف قيصرية مما دفعه إلي تكريس حياته للحياة التأملية حتى تنيح عام 395م.

كتاباته:
يرى الدارسون أن كتاباته تعتبر أروع ما سجله الآباء الكبادوك العظام، فقد فاق في كتاباته القديس باسيليوس الكبير والقديس غريغوريوس النزينزي.
كتاباته حملت فكرًا عميقًا ومتسعًا، تكشف عن نفس ملتهبة غيرة ومتقدة بالحيوية.
أهم كتاباته هي:

1. مقالاته العقيدية: إذ كتب أربعة مقالات ضد أنوميوس، حملت أيضًا تفنيدًا للأريوسية، ومقال يوضح الأبولينارية كطلب بابا الإسكندرية ثاوفيلس (23)، ومقال يرد على كتاب أبوليناريوس موضحًا أن جسد المسيح لم ينزل من السماء، وأن اللاهوت لم يحل محل النفس البشرية، عظة عن الروح القدس ضد مقدونيوس، وعدة مقالات توضح الثالوث القدوس، موجهة إلى رجل كنسي يدعى أبلابيوس Ablabius
2. أعماله التفسيرية: أهمها عمله الذي أراد أن يكمل به تكملة كتاب القديس باسيليوس عن "أيام الخليقة الستة Hexameron"، حياة موسى، عن عناوين المزامير، 15 عظة عن نشيد الأناشيد، عن الصلاة الربانية، (1مل 28) (العرافة وروح صموئيل النبي)، عن التطويبات، عظتان عن 1 كورنثوس.
3. أعماله النسكية: فقد دعي "أب الحياة الباطنية"، كتب عن البتولية، وعن اسم المسيحي وعمله، عن الكمال، حياة ماكرينا الخ...

4. عظاته: منها عظات ليتورجية مثل عيد الأنوار (عماد السيد المسيح)، في الفصح المقدس والقيامة، عن صعود المسيح، عن الروح القدس في عيد البنطقستي، عن ميلاد المسيح. كما قدم عظات أو ميامر في أعياد الشهداء والقديسين مثل عظاته عن القديس اسطفانوس، وعيد القديس غريغوريوس النزينزي، وفي مدح الشهيد ثيؤدور، والأربعين شهيدًا بسبسطية. وأيضًا مراثي في صلوات الجنازات، وعظات سلوكية.


via †† ارثوذكس †† https://ift.tt/3aykOJ2