Thursday, December 8, 2011

( كلمة منفعة ) الصلاة المنسحقة


كتاب كلمة منفعة
البابا شنوده الثالث

( 118 )
الصلاة المنسحقة
****************
هناك صفات كثيرة للصلاة الروحية
منها أن تصلى بإيمان وباٍنسحاق، وبفهم، وبتركيز، وبحب وعمق، وحرارة
صلاة من القلب وليس من الشفتين فقط
ونحن نود الآن أن نتكلم عن الصلاة بانسحاق القلب.
+ فالذبيحة عند الله، هى روح منسحق
(مز 50)
والله لا يرد المنسحقين أبداً.
وقد كانت صلاة العشار في انسحاقها مقبولة أمامه
خرج العشار بها مبرراً، مع أنها كلمات قليلة.
جملة واحدة.
+ الصلاة المنسحقة هى صلاة معترفة بخطاياها وعدم استحقاقها.
لا تبرير فيها للذات، ولا أعذار
بل اعتراف باستحقاق الدينونة.
صلاة لم يجرؤ فيها العشار أن يرفع عينيه إلى فوق
وفي مذلة وقف من بعيد.
+ الصلاة المنسحقة قد تكون أحياناً مصحوبة بالدموع.
مثل صلاة حنة أم صموئيل
ومثل بكاء بطرس بعد نكرانه
على أن تكون الدموع غير مصطنعة وغير متكلفة.
ولا تكون أيضاً موضعاً للافتخار
تكبر بها النفس في عين ذاتها
وفي عيون الآخرين.
+ والصلاة المنسحقة تشكر أكثر مما تطلب.
ترى أنها غير مستحقة أن تطلب شيئاً
وهى في خجل بسبب خطاياها لا تجرؤ أن تطلب سوى الرحمة وهى تشكر على كل شيء شاعرة إنها لا تستحق شيء.
+ والصلاة المنسحقة هى في نفس الوقت صلاة خاشعة.
في سجودها لا تلتصق رأسها فقط بالتراب
بل تقول مع المرتل
(لصقت بالتراب نفسي)
تقف أمام الله في هيبة، وتكلمه باحترام، وبفهم، وبألفاظ متضعة.
+ الصلاة المنسحقة هى صلاة التراب والرماد.
صلاة إنسان لا يرى نفسه شيئا
سوى تراب ورماد
كأيوب بعد التجربة
(42: 6)
وكصلاة أبينا إبراهيم
(تك 19)
ومثل صلاة نحميا في تذلله وبكائه واعترافه
(نح 1)
"من أنا يا رب حتى أتحدث إليك‍! إنه تواضع كبير من رب الأرباب أن يستمع إلى التراب".


from †† ارثوذكس ††




ifttt puts the internet to work for you. via task 398879

0 التعليقات: