Thursday, December 8, 2011

( كلمة منفعة ) انس ما هو وراء


كتاب كلمة منفعة
البابا شنوده الثالث

( 117 )
انس ما هو وراء
****************
عندما قال بولس الرسول
(إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ، أَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ)
(رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 3: 13، 14)
لم يقصد بما هو وراء، الخطايا إنما كان يقصد البر.
يصنع كل فضائله وراءه ويمتد إلى قدام.
ولذلك صدق ذلك القائل:
إن الرجل الطيب ينسى كل الأعمال الطيبة التي عملها، من فرط انشغاله بأعمال طيبة أخرى ما زال يقوم بها
القديسون لا يضعون أعمالهم الطيبة أمامهم، بل يضعونها وراءهم، وينسونها.
لا يتحدثون عنها واٍن تحدث أحد عنها أمامهم، يغيرون مجرى الحديث، لكي ينساها هو أيضاً
إن تذكروا أعمالهم الطيبة، ربما يشعرون برضى عن أنفسهم، وعن حالتهم الراهنة، وينسون عمل النعمة معهم.
أما إن نسوا تلك الأعمال، ولم يذكروا سوى نعمة الله العاملة، فحينئذ يمتدون إلى قدام.
شاعرين أن هناك آفاقاً أوسع، قدامهم، نحو الكمال المنشود.
ليتك تنسى الماضي كله ليس فقط كل بره
إنما أيضاً كل ضيقاته ومتاعبه
وتنسى أيضاً الشر الذي تشوه ذكراه نقاوة القلب.
ومقابل كل ذلك تمتد إلى خطوات إيجابية نحو محبة الله.
ونحو الأبدية.
مساكين من يحصرون تفكيرهم كله في الماضي، بمتاعبه وأخطائه، بل بأحلامه الحلوة أيضاً
ولا يتبقى لديهم وقت وجهد ليعملوا شيئاً للمستقبل.
يتحدثون عن جمال الماضي، وعظمة الماضي، حديث الاٍفتخار، وحديث الحسرة
أما الحاضر فلا حديث عنه، ولا وجود له، كذلك المستقبل.اٍلخ.
إن الماضي الجميل، لا يغنيك إن كان الحاضر متعب.
لذلك لا تعيش على الذكريات الحلوة، بل امتد إلى قدام.
وليكن حاضرك دائماً أفضل من ماضيك.
ولا تذكر من الماضي، إلا ما يحسن حاضرك
ويدفعك إلى الأمام في التوبة والنمو.


from †† ارثوذكس ††




ifttt puts the internet to work for you. via task 398879

0 التعليقات: