Saturday, December 26, 2015

جديد ارثوذكس : ما نُريده هو فقط ما نحصل عليه

ما نُريده هو فقط ما نحصل عليه

كما أن الظلمة ليس لها كيان أو شكل، لأنها حسب طبيعتها سلبية إذ أنها حالة غياب النور، هكذا الشرّ، ليس له جوهر أو طبيعة إيجابية، لأنه لم يُخلق أو يوجد كحالة إيجابية ذات فعل لهُ سلطان، لأن الله منذ البدء لم يصنع شيئاً ردياً قط، ولم نقرأ أو نسمع أن الله خلق شيئاً ليس حسناً أو خلق الموت وأوجده، بل خلق كل ما هو حي وإيجابي حسب قصده.
لكن حينما نختار الظلمة ونسير وفق شهوة القلب وميله الباطل، حينئذٍ نُعطي ما ليس له كيان أو جوهر وجود في حياتنا ذات شكل مُحدد يشوه جمال جوهرنا الداخلي، فنحن فقط من نَوجِد ما ليس له وجود.

ومثل من يُغطي نوافذ حجرته بستائر كثيفة ذات ألوان داكنة حتى لا يدخل النور، وبذلك يخلق لنفسه جواً كئيباً حتى أنهً مع الوقت يمتلئ بالميكروبات والجراثيم القاتلة، هكذا كل من يتجنب ويتوارى عن النور الحقيقي الذي يُنير كل إنسان ولا يطلبه أو يقترب منه بل يهرب من الوجود في حضرته، وذلك لأنه أحب الظلمة أكثر من النور وتمسك بالأعمال السلبية الخانقة للنفس التي لا تولِّد سوى الكآبة والجوع والعطش حتى الموت الأبدي الذي لا يعرف للفرح والبهجة طريق. لذلك قال الرب:
+ لأن كل من يعمل السيئات يُبغض النور ولا يأتي إلى النور لئلا توبخ أعماله (فيتوب) (يوحنا 3: 20)
+ وهذه هي الدينونة أن النور قد جاء إلى العالم وأحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة (لأنهم متمسكين بأعمالهم لا يريدوا أن يتركوها) (يوحنا 3: 19)
فما نُريده هو فقط ما نحصل عليه، لأن كل عمل لهُ ثمرته الخاصة كنتاجه الطبيعي، فما يتم غرسه هو الذي يتم حصده، فأن تم غرس كلمة الله في القلب وتم رعايتها بعناية ينتج برّ حسب قصد الله والنهاية حياة أبدية لا تزول، أما أن تم السلوك في الظلمة ورُفضت بذار الله الصالحة ينتج شرّ ينشر رائحة فساد والحصاد كآبة وحزن وجوع وحيرة واضطراب عظيم والمُحصلة الموت الأبدي في معزل تام عن النور والحق والحياة.
لذلك علينا أن نهتم بأن تُغرس فينا كلمة الحياة القادرة ان تُخلِّص نفوسنا، هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة، وذلك بذكر الاسم الحسن على افواهنا بحلاوة، لأن اسم الرب برجٌ حصين، يحصن النفس ضد الشرّ، لأن الله نور يُبدد كل ظلمة، فالظلمة لا تحتمل النور أو تتواجد معه إطلاقاً، فالنور هو الأقوى في الجذب والشد من الظلمة ما دام له وجود في حياتنا الشخصية، ولا وجود للشرّ إلا حينما نفعله فقط فينتج موتاً، لذلك مكتوب:
+ سيروا ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام، والذي يسير في الظلام لا يعلم إلى أين يذهب (يوحنا 12: 35)
+ وأما أنتم أيها الإخوة فلستم في ظلمة حتى يدرككم ذلك اليوم كلص (1تسالونيكي 5: 4)


via †† ارثوذكس †† http://ift.tt/1IvT2N1

0 التعليقات: