Sunday, April 3, 2016

جديد ارثوذكس : سؤال: أخاف من إغراءات الشيطان، وأحياناً بأشعر أني ظالمه معايا

سؤال أتي في رسائل صفحة توبوا:
أنا أخاف من إغراءات الشيطان، وأحياناً بأشعر أني ظالمه معايا لأني ساعات كتير برغبتي أُخطئ واعمل الشر مع أن بعد ما ارتكب الخطية أشعر بالندم الشديد ونفسي أعيش حالة القداسة وامشي ورا المسيح ومش ارجع للوراء على الإطلاق!!! أعمل ايه!!!
سلام في الرب؛
+++ أولاً الشيطان مش مظلوم خالص لأن الرب قال عنه: ذاك كان قتالاً للناس من البدء ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق، متى تكلم بالكذب فإنما يتكلم مما له لأنه كذاب وأبو الكذاب (يوحنا 8: 44)، فعدو كل خير مش مظلوم معانا بل هو المحرك الأساسي لكل شرّ ومبتكره، هو فقط أحياناً بنعمله شماعة لنتحجج بيها بعدم التوبة والرجوع لله الحي، لكن كل شرّ هو مصدره وهو الذي يُحركه، فهل سمعنا عن إنسان يميل للخير، اما أنه ميال للشرّ، أو عنده ميول شريرة، فالإنسان بطبعه إنسان يحب الخير والحق والحياة، لكنه يميل نحو الشرّ أحياناً لأن فيه مُحرك يهيج شهوات قلبه لأنه مستعبد تحت سلطان، وهل يوجد إنسان يعيش في الشرّ 24 ساعة باستمرار وبلا توقف، لن يوجد، لكن يوجد أسباب وراء الشرّ، ومحرك أساسي لكل الشرور الموجودة في العالم، فالجميع تم إفساده، وبدأ الكل يخترع الشرّ ويتفنن فيه، لا من نفسه ولا من جوهر طبيعته بل من الشرير، لأنه مكتوب:
+ كل من يسمع كلمة الملكوت ولا يفهم فيأتي الشرير ويخطف ما قد زرع في قلبه (متى 13: 19)
+ ليس كما كان قايين من الشرير وذبح أخاه، ولماذا ذبحه لأن أعماله كانت شريرة وأعمال أخيه بارة (1يوحنا 3: 12)
+ نعلم اننا نحن من الله والعالم كله قد وضع في الشرير (1يوحنا 5: 19)
لذلك فمن أين أتى الإنسان بالشرّ واستُعبد لشهواته ولم يعد حُراً، بدليل التساؤل الذي يسأله لنفسه بعد كل تصرف شرير وأحمق: (ليه انا عملت كده) ، ويبدأ يستغرب أحواله، مع أن الرب قال من يفعل الخطية هو عبد لها، وطبعاُ العبد الواقع تحت سلطان مش ممكن ينفك أو يبقى حُرّ أن لم يأتي القوى ويفكه ويحرره:
لا يستطيع أحد أن يدخل بيت قوي وينهب أمتعته أن لم يربط القوي أولاً وحينئذ ينهب بيته (مرقس 3: 27)، فمن فينا يقدر أن يربط القوي أي الشيطان ويسيطر على شهوات قلبه ويطردها خارجاً!!!
لذلك الرب قال: [وتعرفون الحق والحق يحرركم فأن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً] (يوحنا 8: 32؛ 36)
+++ ثانياً لا مبرر للخوف من إغراءات الشيطان، لأنه أحياناً يسرب شعور قاسي في النفس، يا أما بالصغر والدونية وأنه أقل من غيره، أو أنه هالك لا محالة ولن ينفعه شيء، أو يسرب الخوف داخله من الطريق الإلهي ويضخم الألم والضيق في الطريق الضيق، أو يقنعه أنه مستحيل يكون قديس، أو أن الطريق الإلهي مُتعب جداً وصعب للغاية ومين يقدر يعيش بهذا الشكل المستحيل، أو يصور أن الطريق للقديسين العظام فقط، أو أن خطيئتي أعظم من أنها تُغفر فيوقعني في التجديف على دم المسيح ويفقدني الإيمان بالرب خلاص نفسي... الخ، وهكذا يعمل الشيطان بهذه الطرق المحطمة للنفس.

فكل هذا عبارة عن حرب شيطانية لكي يجعل الإنسان يغفل عن قوة خلاص مسيح القيامة والحياة، أو لو فشل في كل هذا يبدأ الشيطان بحرب البرّ الذاتي، ليصور للإنسان أن بأعماله سيخلص ويشجعه على الأعمال الروحية لكن بدون أن يتكل على خلاص المسيح الرب بل على قدراته الشخصية وأعمال جهاده، لأن طالما الإنسان عايش في شكل البرّ فأنه يتوه عن مسيح الحياة، وهذه هي مسرة عدو كل خير، لأن كل ما يهمه أن لا يكون لنا شركة مع الله، لأنها شركة حياة أبدية، فالشيطان يعني مش رجل سلام ولا يعرف خير ولا هو مظلوم على الإطلاق، بل هو في منتهى البغضة لأنه ظلمة لا نور فيه قط، وكل رغبته تنصب في أنه يقتل الناس أبدياً.

عموماً الاتكال على الرب وحده وعدم وجود أي رغبة في مواجهة الشيطان بنفسي هو سرّ الغلبة والانتصار عليه، بل اتركه للرب فقط، يعني أحوِّل نظري عنه وارفع قلبي إلى إلهي الحي مُصلياً متمسكاً به وحده لأن هو نُصرتي، لأنه مكتوب:
+ الرب صخرتي وحصني ومنقذي، إلهي صخرتي به أحتمي، تُرسي وقرن خلاصي وملجأي (مزمور 18: 2)
+ ارحمني يا الله ارحمني لأنه بك احتمت نفسي، وبظل جناحيك احتمي، إلى أن تعبر المصائب (مزمور 57: 1)
+ لأسكنن في مسكنك إلى الدهور، احتمي بستر جناحيك (مزمور 61: 4)
+ بك يا رب احتميت فلا أخزى إلى الدهر (مزمور 71: 1)
+ لأنه إليك يا سيد يا رب عيناي (أو يا سيدي الرب إليك رفعت عيني)، بك احتميت (مزمور 141: 8)
ويقول القديس أنطونيوس الكبير عن ماذا نفعل مع الرؤى والأحلام التي يزرعها الشيطان أحياناً في العقل والفكر:
[فدعونا، إذن، ألا نعبأ بكلامه لأنه كذاب، ولا نخاف الرؤى التي يُظهرها لنا حيث أنها مُضلّلة، لأن ما يظهر ليس هو نوراً حقيقياً، بل إنها بالحري مقدَّمات وأشباه للنار المعدّة للشياطين الذين يحاولون إرعاب البشر... بلا شك إنهم يظهرون ولكنهم في لحظة يختفون مرة ثانية دون أن يؤذوا أي واحد من المؤمنين... فلا يليق بنا أن نخافهم بسبب هذه الأمور، لأن كل أعمالهم بنعمة المسيح باطلة.]
(أنظر عظة للقديس الأنبا أنطونيوس الكبير تحت عنوان حياة – عن كتاب فردوس الآباء (بستان الرهبان الموسع) الجزء الأول – إعداد رهبان ببرية شيهيت – الطبعة الثالثة 2008 – ص 115، ص 116؛ فقرة 7 وفقرة 8 )


via †† ارثوذكس †† http://ift.tt/1SLqSyn

0 التعليقات: