Thursday, August 4, 2016

جديد ارثوذكس : قال لهُ أرعى غنمي - احذروا ايها الخدام وانتبهوا لخدمتكم

+ لذلك هكذا قال الرب إله إسرائيل عن الرعاة الذين يرعون شعبي: أنتم بددتم غنمي وطردتموها ولم تتعهدوها، هانذا أُعاقبكم على شرّ أعمالكم يقول الرب (أرميا 23: 2)
+ ضلت غنمي في كل الجبال، وعلى كل تلٍ عال، وعلى كل وجه الأرض تشتتت غنمي ولم يكن من يسأل أو يُفتش (حزقيال 34: 6)
+ يا سمعان بن يونا اتحبني، قال له: "نعم يا رب أنت تعلم إني أُحبك، قال لهُ: أرع غنمي (يوحنا 21: 16)
هذه هي الخدمة الحقيقية المطلوبة من كل خادم، لأن الخدمة في أساسها هي محبة الرب يسوع، فلن تأتي رعاية النفوس الحقيقية وخدمتهم إلا ان سبقها محبة الرب نفسه من كل القلب والفكر والنفس والقدرة، فأن لم نحب الرب كيف نرعى غنمه ونعيش خُدام في حقله الخاص، ونتمم الوصية من فمه الطاهر: اشفوا مرضى، طهروا برصاً، أقيموا موتى، اخرجوا شياطين، مجاناً أخذتم، مجاناً أُعطوا (متى 10: 8).
عملك وعملي كخدام نوصل خلاص الرب، وخلاص يعني شفاء وعتق، اي حرية وانفكاك من رباطات الشر المُمرضة للنفس، التي تشل حركتها نحو الله الحي، فعملنا يتم بروح الوداعة منقذين البعض من النار، مقدمين حرية مجد أولاد الله، ورسالتنا هي تصالحوا مع الله، لأن الله بيعظ بنا الناس بسبب الخبرة التي عشناها في حياتنا معه، لأن حياتنا شهادة لعمله فينا، أن كنا حقاً تبنا وآمان وعشنا الحياة الجديدة في المسيح يسوع ربنا.
فأن لم نعرفه إله حي وحضور مُحيي من جهة الخبرة، فاننا لن تهمنا رعيته، ولن نهتم في أن نستعيدها ونردها إليه، ونقدم غذاء الحياة كما سلمه لنا لكي تُشفى النفوس وتنمو في الحق، لأن رسالتنا هي تعالى وانظر وجدنا مسيا.

فويلٌ كل الويل لمن يبدد رعية الله بحمق ذاته وكبرياء قلبه وتعاليه، وويلٌ لكل من يقسم الجسد الواحد ويسعى بالوشاية (عن قصد مع سبق الإصرار والترصد) بأخيه لكي يقطعه من كنيسة الله الحي، فلنتعقل ونصحى ونستيقظ ولا نكون محل عثرة، ولا شق الجسد الواحد، ولا قتل الأخ نفسياً وتحطيمة معنوياً وسبب طرده من كنيسة الله الحي، لأننا نجلب على أنفسنا غضب عظيم جداً، لأننا نعبث بعمل الله، لأن الرب يسوع قدم نفسه لأجل خلاص كل نفس، فأن كنا نحن سبب هلاكها أو ارتدادها، أو سبب عثرة عظيمة وسقوط كثيرين، كيف نقف في مخدعنا أمام الله، أو كيف نقف أمام كرسي المسيح الرب ونواجهه ونُعطي حساب الوكالة، ماذا سيكون حالنا وبماذا ندافع عن أنفسنا أمامه !!!

وسيظل صوت الرب في إرميا محل دينونة كثيرين لأنه يقول: ويلٌ للرعاة الذين يهلكون ويبددون غنم رعيتي يقول الرب (أرميا 23: 1)
عملنا يا إخوتي لا أن نجلس على كراسي القضاء لكي نحاكم بعضنا بعضاً بحجة صحة التعليم والحفاظ عليه، بل ان نقدم أصوام وصلوات كثيرة ومكثقة من أجل كل نفس ضالة أو كل من تعثر في الطرق أو كل من ارتد للوراء، أو من هو في حالة من التيه والتغرب عن ملكوت الله، ومن أجل كل من تركوا كنيسة الله الحي بسبب عثرة أو بسببنا وبسبب تعنتنا وصوتنا العالي بصراخ اننا ندعو لصحة التعليم، فعملنا كل شرّ عظيم بالسعي للحرمان وتشوية سمعة الناس وتصيد الأخطاء من ضمن السطور، وبكل شيطنة صنعنا فخاً لإخوتنا لنسقطهم عن قصد ونقطعهم من الشركة.
هذا هو عملنا ان نصلي بشدة وكثافة وتوسل ودموع وقرع الصدر من أجل كل نفس نخدمها، وبالطبع لن نصنع هذا إلا لو أحببنا الرب يسوع فعلياً وليس كلاماً، لأن الرعاية الحقيقية التي حسب مسرة مشيئة الله وتدبيره أساس قاعدتها المبنية عليها هي المحبة، وليس شيء آخر - على الإطلاق - مهما ما كان هوَّ، فلا تتوهموا أن الدراسة والتدقيق في التعليم هو أساس الرعاية، ابداً وعلى الإطلاق، بل الأساس هوَّ المحبة الذي يبنى عليه التعليم الصحيح الذي يوافق كلمات ربنا يسوع المسيح الصحيحة والتعليم الذي هو حسب التقوى.


via †† ارثوذكس †† http://ift.tt/2aZNZqm

0 التعليقات: