Saturday, November 12, 2016

جديد ارثوذكس : التدبير الحسن الذي للقديسين

+ التدبير الحسن الذي للقديسين +



رحمة الله أبينا وسلامه الفائق لكل عقل ينسكب سكيباً على كل من يحب ربنا يسوع والذي اسمه دائماً أغنيته الحلوة الدائمة على شفتيه التي يخرج تمجيداً من قلبه وتسبيحة شكر على الخلاص الثمين الذي قدمه لنا
حقاً عظيم هو غنى مجد ميراثه في القديسين (أفسس 1: 18) هذا الذي يولد الغيرة الحسنة في النفوس لكي تطلب تلك المعرفة السماوية التي ترفع النفس للمجد الحلو الذي للقديسين، لأن ليس لنا هنا مدينة باقية بل ننتظر سماء جديدة وأرض جديدة الله وحده ملكها وسيدها، لذلك علينا كعذارى حكيمات أن نطلب معرفة تدبير القديسين من جهة اقتناء القداسة والسلوك في النور والامتلاء بروح الفضيلة التي لم يشتروها لا بالمال ولا استحقوها بأعمالهم الخاصة، بل فقط ساروا على آثار القديسين الذين سبقوهم وعرفوا تدبيرهم وعاشوا كما يحق لإنجيل المسيح فنالوا في باطنهم ذلك اللهيب المتقد السعير الحارق لشهوات النفس وقاتل للإنسان العتيق ومشعل المحبة بطاعة الوصية ومُنمي الإنسان الجديد الباقي الذي يتجدد حسب صورة خالقه.

فلننظر لهذا التدبير الذي للقدسين، لأنهم لم يفعلوا سوى انهم القوا بالتمام رجائهم على النعمة المُخلِّصة، وحسبوا كل الأشياء خسارة ونفاية من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربنا، وعاشوا مساكين بالروح في تواضع يطلبون المعرفة الإلهية تُنير ذهنهم باستمرار ليحيوا إنجيل مقروء لتمجيد الله، ولم يعرفوا سوى الصلاة طريق جهاد معزي ومقوي لنفوسهم، وعن طريقها اقتنوا - كأبناء لله في الابن الوحيد - المخافة الإلهية أي التقوى التي تحفظ النفس من الزلل وتحافظ على نعمة الاستنارة، وبذلك عرفوا أن يخضعوا الجسد ويستعبدوه لحساب الروح بحمل الصليب وقبول الآلام وجميع الضيقات والمشقات وبذلك تقدست أعضاءهم وماتت ميول النفس المنحرفة ولم يبقى فيهم سوى هذا الاشتياق للقاء العريس، وبهذا التدبير المتقن الذي يزدادون فيه يوماً بعد يوم نالوا المجد السماوي في نفوسهم، واخذوا أكليل ملكوت السماوات.
فالآن يا إخوتي أي شيء قُدِّم لهم أعظم أو أكثر مما قُدم لنا نحن أيضاً؟ ما هو الذي كان عندهم ويزيد عنا اليوم؟ فإنجيل بشارة الملكوت الذي فيه معلن برّ الله وأظهر قوة الخلاص الثمين مقدماً دعوة الحياة للجميع، لم يختلف بل هوَّ عينه كما هوَّ عندنا اليوم...
الفرق بيننا وبين القديسين الذين سبقونا في الطريق، هو أنهم تركوا من كل قلبهم حياتهم القديمة وحولوا أنظارهم وثبتوها على الحمل القائم كأنه مذبوح، حاملين الصليب بكل صبر وتبعوه ولم يفصلهم عن محبته شيء، لأن كل ما يقابلهم ضد المحبة الإلهية يحتقروه ويدوسوا عليه بكل عزيمة وثبات، صابرين في الضيق يحيون ببساطة الإيمان كالأطفال، ولو عثروا يقوموا فوراً بدون تأخير وبلا ادنى سؤال أو تفكير، ممسكين في الوسيط والشفيع الوحيد الذي به صار لنا جميعاً حق الدخول للأقداس العُليا الذي هو مكاننا الذي صار لنا بسبب صعود شخص ربنا يسوع بجسدنا وجلوسه عن يمين العظمة في الأعالي.
فلتكن نفوسنا وأجسادنا مسكناً لله دائماً حافظين المحبة الإلهية في قلوبنا ممزوجة بالتقوى لأنها هي كنزنا العظيم الذي لا ينبغي ان نفرط فيه على الإطلاق بل نحفظه إلى النهاية حتى الموت، بل ونزداد فيه ونُميه بطاعة الوصية المقدسة لكي يأتي إلينا الثالوث القدوس ويصنع منزلاً فيرى الناس نوره المُشرق فينا فيحبوه وينجذبوا إليه فيدخل الفرح السماوي قلوبهم ويكون لهم شركة معنا ايضاً في ذلك المجد السماوي المعزي الذي ننتظر إعلانه المجيد عند مجيء مخلصنا حسب وعده، آمين تعالى أيها الرب يسوع.


via †† ارثوذكس †† http://ift.tt/2eO4GEt

0 التعليقات: