Sunday, December 25, 2016

جديد ارثوذكس : سؤال عن الشعة والوساطة - هل صلوات القديسين واسطة للخلاص



سؤال من أحد الأحباء يقول:

هل الشفاعة في الكنيسة عبارة عن إنسان يتوسل لإنسان لكي يخلص وينال معونة الله، هل القديسين أخذوا مكان الرب يسوع وصاروا وسطاء، لأني اسمع انه لا ينبغي ان نتشفع بالأموات حتى لو كان بولس الرسول!!! فما هو المعنى او لزوم طلب القديسين أو الشركة معهم وذكرهم في القداس الإلهي، لأن يكفينا المسيح الرب.. انا لا أعترض لكن اريد أن افهم فقط.
+++ الإجابة +++
(رجاء مراجعة إنجيل يوحنا في صلاة المسيح الرب، ورسالة أفسس والعبرانيين لأن الإجابة مستوحاه منهم ومن تعليم الكنيسة، فلو تم مراجعة مفهوم الكنيسة في الكتاب المقدس سيُزال اللبس الحادث تماماً)
أعلم أخي الحبيب أن أعضاء الجسد الواحد مترابطين بسرّ المسيح، فجميعنا (كمؤمنين) أعضاء لبعضنا البعض في جسم المسيح الرب القائم من الأموات، لأن أعضاء المسيح لا يفنوا أو يسكتوا أو لم يعد لهم وجود، بل هم في كورة الأحياء إلى الأبد في فردوس النعيم، وهذا واضح في الكتاب المقدس حينما خاطب الرب اللص وقال له اليوم تكون معي في الفردوس، ولا ننسى أيضاً سحابة الشهود التي تكلم عنها الرسول في عبرانيين 11 وتكلم عن انها مُحيطة بنا.

عموماً لو نظرنا لجسدنا الطبيعي سنجد أنه يشعر ببعضه البعض لأن كل عضو متصل بالآخر، وأي ألم ولو بسيط يشعر به الجسد كله، فأن تألم عضو واحد كل الأعضاء تتألم معه، وعملها أنه يُشفى ويزول عنه الألم، لأنها (بتلقائية) تُرسل إشارات سريعة إلى الرأس وتتكاتف لكي يزول هذا الألم، فكلنا بنتقدم في رباط واحد وهو رباط الصلح الكامل رباط المحبة الإلهية لنُصلي بعضنا لأجل بعض، وهذا يحدث بتلقائية دون تصنع أو تفكير، او حتى طلب، لكننا نتقدم مع جميع القديسين لعرش الرحمة الواحد وباسم واحد أي باسم رأسنا الواحد يسوع المسيح لكي ننال عوناً في حينه لأن لنا المعونة السماوية حاضرة، وحينما نطلبها نأخذ بفيض بلا ثمن أو حساب، لأننا بالاسم الحسن ننال كل شيء من الآب في الروح القدس، فنحن نطلب نياحاً وراحة لأعضاء جسد المسيح، لأن الراحة هي في شركة التقوى والحياة في النور، لأننا كلنا مدعوين أن ندخل راحته ونحيا رعية مع القديسين وأهل بيت الله، ومن هذا المنطلق الكنيسة ترى أننا نصلي لأجل بعضنا البعض ونتوسل (لله وليس للناس) لننال كلنا هذه الوحدة التي تتحقق فينا بقوة الله والحياة في راحة المسيح الرب، وهذا هو القصد من شفاعة أعضاء الجسد الواحد في الكنيسة ولا يقصد بها أبداً على الإطلاق أنها وساطة أو لأجلها ننال الخلاص، لأن يبدو ان الكلمة أصبحت متداخلة مع مفهوم شفاعة المسيح الكفارية التي ليست توسليه على الإطلاق، لأن الرب لا يتوسل من أجلنا بل باستحقاقه هوَّ دخل للأقداس العُليا لكي كل من يتقدم به ينال كل شيء بكل تأكيد دون أي توسل لأنه باستحقاق ذاته يُعطي.

فنحن نصلي ونُسبح تسبحة الخلاص التي لنا مع جميع القديسين لأننا معهم في الجسد عينه، لأننا لسنا غرباء ونُزلاً بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله، فكيف لأهل البيت الواحد أن يكونوا منفصلين ولا يشعروا ببعضهم البعض، وليس معنى ذلك أن أهل البيت أهم من رب البيت، ولا يعني أيضاً أن رب البيت لا يدري بما يحدث في بيته الذي هو نحن، فالمسيح الرب قائم على بيته وكل من فيه يجلس على المائدة الملوكية الواحدة في حالة من الوحدة والشركة، وكل مريض في البيت يخدمة العضو أخيه ويهتم به جداً ويرعاه مع باقي الأعضاء الأصحاء، فكيف لنا أن لا نترابط مع أهل البيت ولا نطلبهم معنا ونشترك معهم وهم معنا في الفرح السماوي في حياتنا وفي كل شركة صلاة وتسبيح وتمجيد !!!

فمنذ دخولنا في سرّ الإيمان الحي وقد صرنا أعضاء لبعضنا البعض في جسد المسيح الحي الذي لا يموت ولا يسود عليه الموت، فليس معنا مفارقة الجيد أن يفنى الإنسان، فنحن لا ولم نكف عن الشكر والتسبيح والتمجيد مع كل القوات السماوية، لأن الرب صالح الجميع ورفعنا للمستوى العلوي حيث هو جالس، فكيف لنا أن ننفصل عن باقي الجسد الواحد وهم يكونوا منفصلين عنا وبخاصة وقت صلاتنا أمام عرش الرحمة، لأن هل ممكن ان يكون الرب منعزل ومنفصل عن باقي الجسد الذي يكلله بمجده الخاص ويشع فيه نوره!

فنحن في صلواتنا وتسبيحنا وتمجيدنا لله الحي نشعر اننا في حضرته مع جميع القديسين إلا لو كنا بالشكل والاسم نعرف شخص ربنا يسوع وليس لنا خبرة حقيقية معه في سرّ التجديد المستمر حسب عمل الروح القدس فينا، لأن حينما نكون منفصلين عن الرأس تنقطع كل صلة لنا مع باقي الأعضاء ونبدأ نتكلم كأن ليس لهم وجود ولا توجد شركه بيننا وبينهم، لأن في الواقع الاختباري صلتنا مقطوعة بالرأس ولا نسمع صوته ولا نتفاعل معه ونطيع وصيته وتصير هي حياتنا.


via †† ارثوذكس †† http://ift.tt/2isS1cq

0 التعليقات: