Tuesday, January 10, 2017

جديد ارثوذكس : ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك



+ وَلَكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ. وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ (لوقا 22: 32)
هذه الأية قالها الرب لبطرس الرسول، الذي باندفاع أراد ان يموت من أجل الرب، وهذه الكلمة صوت حسي حي مقدم (عبر الأجيال) لكل مبتدئ في الحياة الروحية ويظن أنه وصل لحد الكمال ونضج، فبدأ يجلس على كرسي التعليم ظناً منه أنه صار رجل في الإيمان فاهم وعارف مشيئة الله وله القدرة والقوة ان يفسر الكتب ويشرح الإنجيل ويرشد الخطاة ويهديهم لطريق البرّ.
فانتبهوا أيها الإخوة الأعزاء لأن الطفل يحتاج وقت لكي ينمو، والمراهق بيندفع في طرق تظهر مستقمية أمامة بكل حماسه تجاهها، ولكنه كثيراً ما يتراجع ويتقدم ثم يتعثر ويسقط وتنتابه صراعات نفسية كثيرة في تقلبات لا تنتهي، ثم يرجع للوراء ويقوم مرة أخرى ويسقط، وأفكاره المتزاحمة تجعله يتخبط كثيراً ويسير في طرق تظهر مستقيمة لكنها كلها ضلالة، فاعرف نفسك وانتظر كثيراً قبل أن تندفع وتتكلم عن بذل ذاتك ومحبتك لله، لأن المحبة تحتاج لنضوج مع وعي عاقل لكي تستطيع ان تضع قرار واضح في حياتك حاسباً النفقة حاملاً الصليب حياً كرجل إيمان أميناً لله إلى الموت.
فلا تظن في نفسك ما ليس فيها، وابحث عن كل من سار في الطريق ومر بمرحلة الطفولة وصار فعلياً رجلاً في الإيمان ونال موهبة إرشاد النفوس من الله ويحمل روح الأبوة، لكي يسلمك خبرته الروحية السليمة على ضوء كلمة الله والوصية المقدسة، فاحذر لأن جميعنا تأخرنا بسبب الاندفاع العاطفي الذي يُسمى حسب الإنجيل (الخطايا الشبابية) لأن الشاب بطبيعته مندفع وبتسرع يحكم في الأمور بدون خبرة حقيقية منفعلاً بحماسة سريعاً ما تنطفئ ثم يظهر غيرها حسب التأثير النفسي الحادث من عظة أو قراءة روحية، وبذلك يتوه عبر الأيام والسنين لكن في النهاية سيرجع لكن بعد ان تعب جداً ورأى كل مشقة واكتشف نفسه على حقيقتها، في حين أنه كان من الممكن ان يختصر الطريق لو تأنى واستمع بقلبه لصوت الروح القدس عالماً إرادته بإفراز وتمييز عن رغبات قلبه، متربياً في شركة القديسين في النور.


via †† ارثوذكس †† http://ift.tt/2j3qcvk

0 التعليقات: