Wednesday, February 8, 2017

جديد ارثوذكس : كل من يحفظ التعليم هو في طريق الحياة ورافض التأديب ضال



+++ كل من يحفظ التعليم هو في طريق الحياة ورافض التأديب ضال
+++


+ ان احكامك عظيمة لا يُعبَّر عنها، ولذلك ضلَّت النفوس التي لا تأديب لها (الحكمة 17: 1)
+ تَأْدِيباً أَدَّبَنِي الرَّبُّ وَإِلَى الْمَوْتِ لَمْ يُسْلِمْنِي
(مزمور 118: 18)
الإنسان الذي دخل في سرّ التبني في المسيح يسوع ربنا، يتذوق قوة الأبوة التي لله، والظاهرة في تأديبه وتهذيب نفسه، لأن كل ابن يؤدبه أبوه، ووقت التأديب يشعر بحزن أليم قد يصل للبكاء، لأن الأب ينتهر ويوبخ، وأحياناً يعطي ضربات خاصة لكي يستفيق ابنه ويستقيم في طريقه، فيصير مفلحاً في كل شيء، وينجح في كل طرقه المستقيمة التي وجهه إليها أبيه، لذلك فأن لله غضبه الخاص على النفس التي آمنت به إله حي وحضور مُحيي، وغضبه الأبوي يُعلن للنفس التي تُريد أن تحيا معه بإخلاص، لذلك فكل رفض لموضوع الغضب الإلهي يوضح أن الناس التي ترفضه لم تدخل بعد في سرّ التبني الحقيقي، لأن كثيرين يحيون مع الله حالمين، يحيون في جو رومانسي من العاطفة المتقلبة في حالة من عدم النضوج والوعي المسيحي الأصيل، يعيشون على مجرد انفعالات وحياتهم مضطربة، لأنهم تارة يشعرون انهم في القمة لأن الانفعال وصل لأوج عظمته بسبب تأثير مؤقت، وحينما يزول المؤثر يحزنون ويتضايقون ويفقدون الرجاء، أو يشعروا انهم في وحدة وانفصال عن الله، فيبحثون عن المؤثر الخارجي لكي ينفعلوا به مرة أخرى ويعود شعور لذة العاطفة التي ضاعت بزوال المؤثر، سواء كانت عظة أو ترنيمة حماسية أو شبع قراءة دسمة تُحسن من مزاج الإنسان.. الخ
لكن الحقيقة أن الانفعالات النفسية لم ولن تكون مقياس حقيقي للحياة مع الله، فكل من يقيس حياته مع الله على انفعالاته معتمداً على شعوره فأنه يخيب دائماً في الطريق الروحي، ومع الوقت يا اما يتوه ويبتعد ثم ينكر الله وكل ما سمعه عنه يعتبره لغو كلام باطل أو مجرد وعظ من فوق المنابر، أو يستمر واهماً نفسه أن حياته مستقيمة مع الله بسبب انه لا زال يتأثر نفسياً ويهتاج عاطفياً، لكن في الحقيقية الحياة مع الله ليست مجرد انفعالات متقلبة ولا هي تأثيرات بعظات وترانيم تحرك المشاعر وتُثير العاطفة.
في الحقيقة أن الحياة مع الله يا إخوتي تُقاس على الوصية وحدها فقط، لأن الانفعال النفسي والهياج العاطفي مآله إلى الزوال، لأنه غير ثابت على وضع محدد، لأن وقت الألم والضيق في الحياة الواقعية تتغير المشاعر وتتبدل العاطفة، لكن الذي يُثبت ويوضح لنا أننا لا زلنا نسير في الطريق هو طاعة الوصية والحياة بها، لأن محبة النفس للمسيح الرب تجعلنا نطيع وصاياه في كل الظروف مهما ما كانت، بلا تراجع أو عودة للوراء أو حتى انتظار مكافأة بسبب هذه الطاعة، لأن الطاعة هنا في ذاتها عمل محبة لا تطلب ما لنفسها بل تطلب عريس النفس لكي تحيا في جو الشركة معه.

وعزاء النفس الحقيقي في تذوقها روح الأبوة حينما تجد أن الله منتبهاً لحياتها يُريد أن يقومها بالتأديب والتهذيب، فكما أن الفلاح يقوِّم الشجر ويُصلح الزرع ويعتني به لكي يثمر في أوانه، هكذا الله بأبوته الحانية في المسيح يسوع يعتني بنا عناية خاصة ليقومنا ويجعلنا نافعين وصالحين لملكوته الخاص.
فكل نفس لا تتأدب تأديب الرب تضل عن الحق وتضيع في طرق الإثم وتنسى الله:
+ قد نسيك كل محبيك، اياك لم يطلبوا، لأني ضربتك ضربة عدو، تأديب قاسٍ، لأن إثمك قد كثر وخطاياك تعاظمت. (أرميا 30: 14)
+ هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل: اذهب وقل لرجال يهوذا وسكان أورشليم أما تقبلون تأديباً لتسمعوا كلامي يقول الرب. (أرميا 35: 13)
+ فتكونين عاراً ولعنة، وتأديباً ودهشاً للأمم التي حواليك إذا أُجريت فيكِ أحكاماً بغضب وبسخط وبتوبيخات حامية، أنا الرب تكلمت. (حزقيال 5: 15)
فسر عدم شعورنا بالله وإحساسنا انه يحجب وجهه عنا أو نسينا وتخلى عنا، هو آتٍ من أن حياتنا فيها عوج يفصلنا عن طريق الحق الإلهي، ونستحق التأديب والتقويم بروح الأبوة حتى نعود إليه ونحيا معه باستقامة ونستطيع ان نعاين مجده ونراه، لأن بدون القداسة ونقاوة القلب لا يُعاين أحد الرب إطلاقاً مهما ما فعل أو صنع.
+ لماذا يا رب ترفض نفسي، لماذا تحجب وجهك عني! (مزمور 88: 14)
+ إلى متى يا رب تنساني كل النسيان، إلى متى تحجب وجهك عني. (مزمور 13: 1)
+ تحجب وجهك فترتاع، تنزع أرواحها فتموت وإلى ترابها تعود. (مزمور 104: 29)
+ أسرع أجبني يا رب، فنيت روحي، لا تحجب وجهك عني فأشبه الهابطين في الجب. (مزمور 143: 7)
+ طوبى للكاملين طريقاً، السالكين في شريعة الرب. (مزمور 119: 1)
لذلك يا إخوتي كل من يحفظ التعليم هو في طريق الحياة ورافض التأديب ضال؛ من يحب التأديب يحب المعرفة ومن يبغض التوبيخ فهو بليد، من يرفض التأديب يرذل نفسه ومن يسمع للتوبيخ يقتني فهماً (أمثال 10: 17؛ 12: 1؛ 15: 32)، واعلموا يقيناً أن من يمنع عصاه يمقت ابنه ومن أحبه يطلب له التأديب (أمثال 13: 24)
وليس لي إلا أن أختم الكلام بما هو مكتوب: اسمع المشورة واقبل التأديب لكي تكون حكيماً في آخرتك (امثال 19: 20)، وطوبى لمن يعرف في أي زمان يعيش لكي يتصرف التصرف الحسن بكل حكمة قابلاً كل ما يعمله الله في حياته بالشكر والعرفان بالجميل، لأن الله صار اباً له يعتني به عناية فائقة لكي ينقي قلبه ويصحح حياته ويضبطها في البرّ آمين


via †† ارثوذكس †† http://ift.tt/2kInIk8

0 التعليقات: