Sunday, May 7, 2017

جديد ارثوذكس : خبرة لقاء كلمة الحياة - من مذكرات تائب




خبرة لقاء كلمة الحياة - من مذكرات تائب

سرت في طريق الحياة طويلاً، أياماً وسنيناً عديدة، صارعت مع نفسي كثيراً لكي أغلبها وانتصر على رغباتها وميولها الغير منضبطة، لكنها هزمتني وكسرتني ولم أستطع أن أصمد، بل في النهاية غُلبت بل سُحقت، وتحول نظري عن نفسي لألعن وأُدين غيري، ففتشت عن خطايا وآثام الناس كي أقوِّم أفعالهم وامسك بيديهم وأهديهم لطريق البرّ والعفاف، فظهرت سيئاتهم أمامي كشمس النهار، فأبغضت الكارهين، وكرهت الخاطئين، وحكمت على المذنبين، فتعثرت خطواتي، لأني وأنا أحاكم وأحكم في ضمير غيري، صُدمت بكوني كُنت أُحاكم نفسي وضميري أنا...
آه يا نفسي لو كنتِ تعلمين وتُدركين أنك لا ترين أسوأ ما في الآخرين، بل هي ذاتك منعكسة في مرآة أفعالهم الدنيئة التي هي وصمة عارك وحدك فقط.

فحينما أدركت الحقيقة جزعت، لأني حكمت على نفسي وحكمي كان عادلاً صحيحاً، فالدينونة دينونتي أنا، والحكم نافذاً فيَّ أنا، وما في عيني هي خشبتي وحدي أنا، وهذا كله وضعني بصدق أمام وصية الله الحي، لأنها سيف ذي حدين يفرز ويقطع ويعزل بعدل، ويكشف خبث القلب الخفي، وليس أمامي سوى أن استسلم لسيف الله المسلول ليقطع كل غلال الفساد التي أحاطت بي وقيدتني.

يا إخوتي أن أردنا حقاً أن نتوب، لنأتي بكل أحمالنا الثقيلة أمام كلمة الله السيف المسلول القاطع، ونقف بخشوع القلب أمام عظمة مجد الله الفائق، لكي يفحصنا بناره المقدسة ويكشف عورة نفوسنا وقباحة منظرها، لكي يُدين الخطية في الجسد وينقل لنا سر موته ليغنينا بحياته فنحيا خليقة جديدة على المستوى العملي المُعاش.
حقاً عن خبرة أقول لكم، أن لم ندرك حقيقة الوجه القبيح الذي لنا فأننا لن نتغير عن شكلنا هذا، ولن تنتهي ظلمتنا لكي نتمتع بنور إشراقة وجهة المُريح.

أخوتي وأصدقائي وأحبائي وأبنائي وبناتي، أن رأيتم خطايا الآخرين تلمع أمام أعينكم وتزيدكم حنقاً وغضباً وتجعلكم تدينون بشدة أفعالهم المُشينة لدرجة تريدون لهم العقاب الشديد، افحصوا قلوبكم جيداً جداً لأن غالباً أنتم لا ترون سوى خطاياكم التي أتعبتكم فيهم، لذلك تريدون الانتقام منها، فعيدوا الفحص من جديد لكن هذه المرة غوصوا في داخلكم وقفوا أمام الله الحي في صلاة قلبية واعية، طالبين قوة كلمته التي كالمطرقة لكي تحطم صخرة جمود القلب القاسي، لكي تتحرروا من هذا القيد اللعين، قيد الخطية القاسي الذي يستعبدنا ويثقلنا جداً، حتى انه أعمانا عن حقيقتنا فرأيناها في الآخرين وقمنا بإدانتهم ونسينا أنفسنا، واعلموا يقينا حينما يُدين الله أفعالنا فهو يُدين لأجل خلاص نفوسنا، فهو يقضي بعدل لكي يُميت الخطية بقوته ويُحيينا بنداء صوته المُحيي، لأنه كما أقام لعازر بندائه الخاص هكذا يُقيم النفس بنفس ذات الصوت المُحيي الذي لهُ، لأن بدون أن نُدان أمامه بكلمته وتنفذ لأعماقنا بسر موته فلن نرى قيامته ولن ندخل راحته.

اَلْحَقَّ، الْحَقَّ، أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ حِينَ يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ابْنِ اللَّهِ وَالسَّامِعُونَ يَحْيَوْنَ (يوحنا 5: 25)

هذه هي التوبة الحقيقية من الناحية العملية التي تؤثر فينا فعلياً وتعمل فينا سراً
لنحيا حسب الإنسان الجديد الذي يتجدد كل يوم حسب صورة خالقه


via †† ارثوذكس †† http://ift.tt/2ppFiLD

0 التعليقات: