Friday, June 16, 2017

جديد ارثوذكس : يسألوني ما هي الصلاة وكيف تكون وعلى اي مستوى نُصلي


يسألوني ما هي الصلاة وكيف تكون وعلى اي مستوى نُصلي !!!
دعوني أُجيب حسب السرّ المُستتر المُعلن في الإنجيل:

أَجَابَ يَسُوعُ: «لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللَّهِ وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيّاً» (يوحنا 4: 10)
نفس ذات الكلام والحديث عينه هو موجه لنا اليوم، لأننا ما زلنا لا نعلم عطية الله الذي يقول يا ابني أعطني قلبك، لأنه يُريد أن يرتوي أي يأخذ قلبك ويسقيك حياته، فنحن للأسف ما زلنا لا نعرف من هو يسوع المسيح ابن الله الحي كرئيس كهنة عظيم يقدمنا ببره الخاص واستحقاقه هوَّ أمام الله الآب، وللأسف الشديد لا ندرك أنه قد وهبنا هبه اثمن من كل شيء نفتكره ونظنه، فقد أعطانا اسمه الشخصي لننال كل ما في السماوات من بركة ونعمة وخير أبدي لا يزول، لأن اسمه هو الختم الملكي أو التأشيرة التي تجعلنا ننال العطية، فنحن لم نستخدم اسمه العظيم المُبارك بعد بثقة الإيمان الحي في صلواتنا، إذ لا نرى قوة عمله الفائق للطبيعة والمكانة الحقيقية الذي وضعنا فيها، لذلك نحن مفلسين من نعمته، لا نرى مجده ولا نعاين نوره الخاص الظاهر في وجهة، فنحن في حالة هزال روحي وفلس عقيم، غير مدركين السرّ العظيم الذي للتقوى.
فاليوم انبهكم يا إخوتي لترفعوا عيون قلبكم وتدققوا لتنظروا للغنى الفائق الذي صار لنا كنزاً عظيماً مُعطى لنا، ونحن غافلين عنه تماماً، وما زلنا نطلب ما على الأرض وننظر لما هو حولنا من أشياء ضاغطه علينا من كل جانب، فنحيا في فقر العالم وأمراض حزنه القاتلة للنفس.
أرجوكم لا أنا بل اصغوا للروح الذي فيكم، الروح الناري الذي يضرم فيكم هذا الشوق الخفي الذي يحرككم بلهفة نحو خالقكم العظيم، فانتبهوا إليه واسمعوا، واطلبوا ملكوت الله وبره، لكي تنسكب عليكم تلك القوة السماوية وتنفتح بصائركم على ذلك النور البهي، وتتذوقوا الكنز السماوي فتغتنوا، لأن في تلك الساعة ستسقط الخطية تلقائياً دون عناء بل وكل شيء عتيق وتنهزم الظلمة التي فيكم، وتحيوا في العهد الجديد الحي وتدخلوا راحة المسيح الرب وتصيروا نوراً للعالم وملح حقيقي للأرض، فتفكروا في موقف المسيح الرب مع السامرية وكيف رأته بقلبها وصدقت وآمنت، فارتوت وشبعت حتى انها تركت جرتها من فرحتها ونست ماء بير يعقوب، وركضت بلا خجل تقول إنساناً قال لي كل ما فعلت، فقد نست احتياجاتها بل وخطيئتها لأنها سقطت بمجرد حديثها مع مسيح القيامة والحياة فأدركت عطية الله الثمينة، إذ قد تذوقت قوة غفرانه السري وفرحت أنها وجدت المسيا المنتظر، لأن عيون قلبها انفتحت.
فاعلموا يا أخوتي أن الحديث مع الرب بإيمان يفتح العيون ويعطي فرحاً وقوة للنفس مثل النسور، فالكلمة حينما تخرج من فمه تقيم الميت الذي أنتن، بل وتُشفي كل علل النفس وأوجاعها الداخلية، لأن كلامه روح وحياة، فتحدثوا مع المسيح الرب مباشرةً ودائماً وانتم ستتذوقون ما يفوق كل تصوراتكم الخاصة، لأن هذا هو مستوى الصلاة الحقيقية لكل من يُريد حقاً ان يتعلم كيفية الصلاة.


via †† ارثوذكس †† http://ift.tt/2skwV6d

0 التعليقات: