Sunday, October 1, 2017

جديد ارثوذكس : الطريق الغير سوي - إرشاد وتوجيه هام في التوبة



أحياناً كثيرة حينما نقع في الخطية ونُريد أن نتوب نسير في طرق أكثر خطورة من وقوعنا في الخطية ذاتها، لأن البعض يحاول أن ينتقم من نفسه ويؤدبها، يجلدها بتبكيت قاسي مُرّ قد يصل به لحد المرض النفسي، أو يصوم صوم مبالغ فيه إلى أن يفقد كل قواه البدنية فيمرض الجسد، أو يحاول أن ينتقم من نفسه باي صورة أو شكل.. الخ

فهناك طرق تبدو مستقيمة في عين الإنسان لكي يتخلص من تأنيب الضمير ووجعه المؤلم والخجل الذي يعتلي النفس مع حزن مر وتعب نفسي رهيب، لكن كل هذه الطرق طرق ضلال تتعب النفس وتفقدها التوجه الصحيح، لأن حينما نستفيق من غفلتنا بعد أن تممنا الخطية للنهاية يحدث تشويش عظيم، وندخل في رؤية ضبابية كثيفة، ونمكث في منطقة رمادية لا نستطيع ان نعرف فيها يمين من يسار، فنتخبط ونسير على غير هُدى، لكن في تلك الحالة لا ينبغي أن نفكر كثيراً أو نسير وفق ما يأتي علينا من أفكار، لأن الكتاب المقدس فيه العلاج واضح ولا يحتاج منا كل هذه الأعمال، والعلاج ظاهر في الكتاب المقدس وهو: توبوا
والتوبة في الكتاب المقدس تعني أولاً: توبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تأتي أوقات الفرج من وجه الرب (أعمال 3: 19)
ثانياً واضحة في مثل الابن الذي ترك بيت أبيه: أقوم وأذهب إلى أبي وأقول له يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك (لوقا 15: 18)
فالمعنى باختصار: ليترك الشرير طريقه ورجل الإثم أفكاره وليتب إلى الرب فيرحمه وإلى إلهنا لأنه يُكثر الغفران (أشعياء 55: 7)
ويلخص الرسول المعنى ويوضحه بشدة كمنهج حياة لكل مسيحي قائلاً:
هَذَا وَإِنَّكُمْ عَارِفُونَ الْوَقْتَ أَنَّهَا الآنَ سَاعَةٌ لِنَسْتَيْقِظَ مِنَ النَّوْمِ، فَإِنَّ خَلاَصَنَا الآنَ أَقْرَبُ مِمَّا كَانَ حِينَ آمَنَّا، قَدْ تَنَاهَى اللَّيْلُ وَتَقَارَبَ النَّهَارُ، فَلْنَخْلَعْ أَعْمَالَ الظُّلْمَةِ وَنَلْبَسْ أَسْلِحَةَ النُّورِ، لِنَسْلُكْ بِلِيَاقَةٍ كَمَا فِي النَّهَارِ، لاَ بِالْبَطَرِ وَالسُّكْرِ، لاَ بِالْمَضَاجِعِ وَالْعَهَرِ، لاَ بِالْخِصَامِ وَالْحَسَدِ، بَلِ الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيراًلِلْجَسَدِ لأَجْلِ الشَّهَوَاتِ (رومية 13 : 11 - 14)
فعلاج الإنجيل إيجابي، لذلك علينا أن نتحرك لا وفق أفكارنا الخاصة، بل وفق إعلان الإنجيل من أجل حياتنا، ولا يصح أن نبكت أنفسنا ونحكم عليها، لأن كل هذا قد يمرضنا، لكن ينبغي أن نخضع لروح الله لأنه حينما يُبكت يُعطي حياة وشفاء، لأن تبكيته ليس تبكيت جلد الذات إنما هو تبكيت أبوي صالح للنفس، لأنه حينما يبكت على ترك الوصية فأنه يقدم نور الحياة ودم المسيح الرب الذي يُطهر من كل خطية، ويعالج النفس ويشفيها بصليب المسيح الحي، فهو لا يُبكت من أجل التبكيت، بل لكي تحزن النفس حزن التوبة من جهة انها تركت النور لكي تعود إليه أكثر قوة واكثر تمسكاً.
لذلك يا إخوتي احذروا من الأفكار الباطلة التي يسوقها عدو كل خير في أفكاركم أو التي تأتيكم من ذواتكم ونفسيتكم المحطمة، ولا تطيعوا آخر سوى الإنجيل، فأن أخطأت قم فوراً صلي واطلب الله واقرأ الإنجيل، وانتظر قوة نعمة الله المُخلِّصة، ولا تتسرع بوضع قانون على نفسك بدون وعي أو تسرع، صلي ثم صلي ثم صلي واقرأ كلمة الحياة واسترشد بخطى الآباء المرشدين في طريق التقوى - إلهنا الحي يحفظ الجميع من الخطية ودمارها ويعطي الكل نعمة حسب صلاح محبته الفائق آمين


via †† ارثوذكس †† http://ift.tt/2yRI7tT

0 التعليقات: