Saturday, December 23, 2017

جديد ارثوذكس : التجسد في حقيقته يعني أن الحياة الإلهية دخلت إلى العالم

التجسد في حقيقته يعني أن الحياة الإلهية دخلت إلى العالم.
+ فالله اللوغوس هو واسطة الخلقة الأولى، لأنه هو الحياة وأصل كل الأشياء وبدونه لم يكن شيء مما كان، لكن الإنسان على مر تاريخه الطويل أثبت أنه ضعيف جداً على أن يصل للهدف الذي خُلق لأجله وهو أن يحيا بالحياة الإلهية ويثبت في الجو الإلهي لأن هذه هي حياته.
+ فبالتجسد حسب التدبير،
استعاد الإنسان تلك الرابطة الصالحة بينه كإنسان وبين الله الإله، وذلك بطريقة مضمونه ثابته لا تتزعزع. فالله اللوغوس ابن الله الحي لأنه هو الإله بالطبيعة، ولكونه اتحد بالإنسان في التجسد، أصبح ممكناً للإنسان أن يقتني الحياة الإلهية دون أن يخاف من فقدانها مرة أخرى، لأنها صارت مضمونه باتحاد الله الكلمة (اللوغوس) بالجسد، لأن الكلمة صار جسداً وحل بيننا، أي أن الكلمة اتخذ جسم بشريتنا متحداً به اتحاداً أبدياً بغير افتراق كالتدبير.
+ إن الكلمة بأخذه جسداً إنسانياً،
أشرق على ظلمة بشريتنا التي أعماها الفساد عن رؤية الله ومعرفته الحقيقية، لذلك أظهر لنا نور الآب الغير منظور في وجهه [لأَنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لِإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ - 2كورنثوس 4: 6]، وبدأ يفتح أعين الذهن المغلقة ويكيف قوى النفس بطريقة روحية ليجعل للحواس البشرية أن تعي وتُدرك الله وتدخل في حياة الشركة الحقيقية التي حُرمت منها بالسقوط الذي استحوز عليها بالظلمة وعمى البصيرة. فبحياة الكلمة بيننا، وكلامه إلينا وأعماله معنا استرجع لنا معرفتنا المفقودة عن الله [اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ - يوحنا 1: 18].
+ ومن هنا تأتي أهمية خدمة المسيح
التي بدئت بتوبوا وآمنوا بالإنجيل، لأن خدمته كانت إيفاء لاحتياج الإنسان لمعرفة الله، لأن فيها إظهار محبة الله الآب للبشر، بإعلان خلاصي لشفاء النفس، فالمسيح الرب صار بتجسده سلم السماء لحضن الآب، لذلك كل من يتعلق به ويؤمن فوراً يستشعر حضن الآب بعمل روح التبني في داخله [إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضاً لِلْخَوْفِ بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ» - رومية 8: 15]، لأننا كلنا نصير ابناء في الابن الوحيد وبهذا الحال نُدرك أن الله أبونا فنصلي بدالة البنين باسم الابن الوحيد: أبانا الذي في السماوات.


via †† ارثوذكس †† http://ift.tt/2l37cvL

0 التعليقات: