Monday, March 12, 2018

جديد ارثوذكس : الحل العملي لمشكلة الخلافات في هذه الأيام الصعبة



اِلْتَفِتُوا إِلَيَّ وَاخْلُصُوا... لأَنِّي أَنَا اللَّهُ وَلَيْسَ آخَرَ (أشعياء 45: 22)

(الحل العملي لمشكلة الخلافات في هذه الأيام الصعبة)

نحن حقاً نحتاج أن نلتفت،
أي ننتبه ونستدير، أي نحتاج أن نتحرك في اتجاه آخر، لأننا تجمدنا وسرنا بعيداً – في طريق مُعاكس – عن نور الحياة، لذلك لا نستطيع أن نتذوق خبرة خلاص نفوسنا كواقع نحياه، ولم يبقى لنا سوى طريق مشوش نسير فيه، طريق كلام الحكمة الإنسانية المُقنع، الذي ولَّد جدل واسع جعلنا نتشاجر ونتشاحن فيما بيننا على من هو الأعظم وعنده الفكر السليم، فوقعنا في الفخ مثل العصفور في شباك الصيادين، ودخلنا في مرحلة مراهقة فكرية نحيا فيها كالأطفال العابثين، الذين يظنون أن لهم المعرفة المتسعة فجلسوا على كراسي التعليم فعثروا وأعثروا آخرين، لذلك فأننا نجد كثيرون ضلوا ضلالاً بسبب المعرفة الفكرية الخالية من قوة الله، وجلسوا على كراسي القضاء يحكمون في الأمور الروحية واللاهوتية دون خبرة واقعية على مستوى من رأى ولمس وعاين النور، ورأوا أنهم استناروا بالمعرفة وفي ذلك انخدعوا كأطفال لا يعقلون، فاقدين حكمة رجال الإيمان والتدبير الحسن بالروح.
لذلك علينا أن نصغي بقلبنا وبفكر مستنير منتبهين لنداء الحياة لخلاص النفس:
+ التفتوا إليَّ، اسمعوا صوتي:
قال لها يسوع يا مريم، فالتفتت تلك وقالت له ربوني الذي تفسيره يا معلم (يوحنا 20: 16)
+ تحولوا عن طرقكم التي تسيرون فيها واستديروا ناحيتي:
أنا هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي (يوحنا 14: 6)
+ أنظروا إليَّ:
قلت اطلبوا وجهي، وجهك يا رب أطلب؛ نظروا إليه واستناروا ووجوههم لم تخجل (مزمور 27: 8؛ 34: 5)
فطريق خلاص النفس وشفاءها يبدأ بالترك والإخلاء
+ أولاً
نترك طريقنا العبثي الذي نسير فيه، نخلي أنفسنا من أفكارنا الخاصة واستنارة فكرنا بحسب الإنسان الطبيعي، نخلع عنا معرفتنا أمام مجد الإله الحي، ننسى كل شيء عن رغباتنا واتجاهاتنا هنا وهناك، نترك ورائنا حياتنا القديمة برمتها، الطالح والصالح فيها، ونتخلى عن كل ما نطلبه لأنفسنا ونبحث ونُفتش عنه، نترك طلباتنا التي نطلبها من الله حسب الجسد، بل وحتى ولو كان من أجل ما طلبت مريم أين أخذوا سيدي، لأنها تُريد جسد الرب لكي تكرمه ولم تكن منتبهه من يُكلمها.
+ وثانياً
ننتبه ونصغي للصوت الذي يُنادينا ولا نُقسي قلوبنا، بل نلتفت إلي الرب وحده الذي يُنادينا نداءه للعازر من الأموات، فنتحرك نحوه وكلنا رغبة أن نظر إلى وجهه المُنير، لأنه هو الآتي ليُنير كل إنسان ويزرع نفسه فيه باتحاد غير قابل للافتراق، لأن كل من ينظر إليه يستنير وتنفتح عينيه فيرى ويبصر نوره فيعرفه إلهاً حياً وحضوراً مُحيياً مريحاً لنفسه مضمداً لجراحه، لأن نور وجهه يفتح أعين العميان، ولمسته شافية مُحيية، لأنه هو الرب يهوه الذي به وحده الخلاص وليس سواه مُخلِّص على الإطلاق، فهو بذاته وبشخصه ونفسه هو طريق الحق الوحيد الذي ينبغي أن نسير فيه، وهو سرّ حياة النفس الأبدية، لأنه هو ذو القدرة وحدة على تجديد النفس ليجعلها نور فيه: [كنتم قبلاً ظُلمة وأما الآن فنور في الرب، اسلكوا كأولاد نور] (أفسس 5: 8)
+ إذاً لكي نسلك في النور كأولاد الله في الابن الوحيد،
لا بُدَّ من أن نكون أولاً نور في الرب، وبكوننا التفتنا إليه هذا معناه أننا نلنا قوة شفاء وقيامة من الموت الذي كان يتملك علينا: [لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت] (رومية 8: 2)، فصار [لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد (الإنسان العتيق الذي كان يسير في الطريق القديم أي مسالك الظلمة) بل حسب الروح] (رومية 8: 1)
+ فلن نكون أبناء نور ونهار بالمعرفة وحشو المعلومات
والنقاش حول اللاهوت ومعرفة كتابات الآباء ودراستها، بل نكون أبناء نور وتتأصل فينا كلمة الإنجيل بالإيمان بشخص ربنا يسوع، ولن يكون لنا إيمان حي به أن لم نلتفت إليه لندخل في سرّ الخلاص العظيم الذي يعني شفاءنا وتغيير قلبنا الذي يعني انقلاب حياتنا كلها وتغييرها تغيير جذري لحياة جديدة أُخرى لا تتبع ظلمة هذا الدهر ولا علماءه ومفكريه وفلاسفته الذين يُبطلون، بل تتبع نور الحياة، لذلك الرب قال: أنا هو نور العالم، من يتبعني فلا يمشي في الظلمة، بل يكون له نور الحياة (يوحنا 8: 12)
+ لذلك علينا أن ننتبه لصوت الله المُحيي
الذي يُنادينا عبر الدهور قائلاً: [حيٌ أنا يقول السيد الرب: إني لا أُسر بموت الشرير، بل بأن يرجع الشرير عن طريقه ويحيا، ارجعوا، ارجعوا، عن طرقكم الرديئة، فلماذا تموتون يا بيت اسرائيل... لا تكونوا كآبائكم الذين ناداهم الأنبياء الأولون قائلين: هكذا قال رب الجنود ارجعوا عن طرقكم الشريرة وعن أعمالكم الشريرة، فلم يسمعوا ولم يصغوا إليَّ يقول رب الجنود] (حزقيال 33: 11؛ زكريا 1: 4)
+ وكما قيل
اليوم أن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم؛ لأنه يقول في وقت مقبول سمعتك وفي يوم خلاص أعنتك، هوذا الآن وقت مقبول، هوذا الآن يوم خلاص (عبرانيين 4: 7؛ 2كورنثوس 6: 2)، فما هو المانع من أن نتب الآن وفوراً، ونغير طريقنا المُعاكس الذي نسير فيه، ونلتفت ناظرين لوجه الرب لنتغير لصورته عينها حسب قدرة استطاعة عمل نعمته فينا، لأنه يفعل عجائب لكل من يلتفت إليه ويتجه نحوه بتوبة قلبه، وفي كامل وتمام ضعفه ومرضه يضع نفسه بين يديه بصلاة قلبية واعية، لأنه يشفي المريض المعتل ولو كان عنده إيمان ضعيف وهزيل وصغير مثل حبة خردل، فلنلتفت إليه وحده لأنه الله وليس غيره: اِلْتَفِتُوا إِلَيَّ وَاخْلُصُوا... لأَنِّي أَنَا اللَّهُ وَلَيْسَ آخَرَ (أشعياء 45: 22)


via †† ارثوذكس †† http://ift.tt/2txp8pK

0 التعليقات: