Wednesday, May 13, 2020

جديد ارثوذكس : الموت والحياة في المسيح يسوع كخبرة وتجديد لشفاء النفس وتقديسها

قديماً في العهد الأول أعطى الله بالرمز والمثال
الطقس الذبائحي كعلامة يسير عليها الإنسان من أجل تدبير خلاص نفسه
فإذا عدنا لطقس الذبيحة سواء في خيمة الاجتماع أو الهيكل فيما بعد، فأننا نرى أنه ينبغي أولاً أن تُذبح بواسطة الكاهن، وتموت، ثم تُقطَّع قطعاً وتُملح، وبعد ذلك توضع على نار المذبح أمام الله. فأن لم يذبح الكاهن الذبيحة أولاً وتموت، فأنه لا يستطيع أن يُقدمها قربان محرقة وقود للرب لكي تُقبل أمامه.
وفي ملء الزمان حسب التدبير وجدنا المسيح الرب المتحد بجسم بشريتنا، تقدم كرئيس كهنة عظيم على مذبح الصليب ليموت كإنسان، ويُميت إنسانيتنا الطبيعية معهُ ويقوم ويُقيمنا معهُ خليقة جديدة تحيا في الروح، ليست كالخليقة القديمة التي كانت تعيش في الجسد، تتحرك بأهواءه فيتسلط عليها بالموت الذي لم يستطع أن يفلت منه أحد سوى في مسيح القيامة والحياة الذي غلب الموت بقوة الحياة التي فيه.
ولذلك - بحسب التدبير الخلاصي - نحتاج بشدة أن نأتي إلى المسيح رئيس الكهنة الحقيقي ليذبح نفوسنا، لتموت عن هوى فكرها الخاص وعن حياة الخطية والإثم، بل وعن الحياة القديمة التي كانت تعيشها قبلاً.
أيها الأحباء حياتنا المسيحية، موت وقيامة مع المسيح،
المسيح الرب صلب ومات وينبغي أن نُصلب ونموت معهُ، وأيضاً لم يمت فقط بل قام، لذلك نقوم أيضاً معهُ خليقة جديدة فيها ملء بركة المسيح، ومجد الله كاسيها من كل جانب ونوره يغمرها.
فما معنى أن نُصلب مع المسيح من الناحية الاختبارية العملية؟
معناها أن نموت معهُ، ومعنى أن نموت: هو خروج الحياة منا، حياة الأهواء الشريرة والميول الطبيعية النفسانية التي هي شهوة الجسد، شهوة العيون، تعظم المعيشة. فكما أن الجسد إذا خرجت منه النفس يموت، ولا يعود يعيش مثل باقي الناس في هذا العالم، فلا يرى ويسمع ويمشي مثل باقي الناس، كذلك المسيح رئيس كهنتنا الحقيقي حينما يذبح أنفسنا بنعمة قوته، ويُميتها عن العالم فأنها تموت عن حياة الناس الطبيعية التي كانت تعيشها قبلاً، فلا يكون لها شركة ظلمة وبالتالي لا تستطيع الخطية أن تملك وتتسلط، ربما يحدث تعثر أحياناً لأننا ما زلنا في الجسد، لكن لا سلطان للخطية على تلك النفس الميتة مع المسيح، لأن حياتها – التي هي الأهواء الشريرة – قد خرجت منها بواسطة النعمة، وقد صلبت مع المسيح للعالم والعالم لها [لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللهِ - كولوسي 3: 3]
لذلك أيها الأحباء اعلموا علم اليقين
أن النفس التي لا تزال تعيش حسب أركان العالم الضعيف، في حالة طفولة كشعب إسرائيل في العهد الأول، ولم تأتي بعد لرئيس الكهنة الحقيقي ليذبحها بقوته، فأنها تحيا في العالم وفي ظلام الخطيئة لأنها لم تُمات بواسطة المسيح ولا يزال روح الخبث يعمل في داخلها بنشاط ظلمة أهواء الشر القاتلة للنفس والمهدرة كرامتها في التراب.
أيها الأحباء أحياناً أجد خُداماً ومرشدين
يقومون النفس ويوجهوها للتقوى بالأوامر وبنود الناموس كأننا في العهد الأول قبل مجيء حمل الله رافع خطية العالم، رئيس الكهنة الحقيقي، الذي صنع عهداً جديداً وهو الأكمل والأعظم وقد دخل مرة واحدة للأقداس بدم نفسه فوجد لنا فداءً أبدياً، لذلك فأن كل نفس تستمع لتلك المشورة وهذا التوجيه تظل معطوبة ومن المستحيل أن تتقدم خطوة واحدة في حياة القداسة والبرّ مهما ما فعلت، لأن في العهد الأول لم يتمكن أحد أن يحيا لله ويرتفع للمجد السماوي بأعمال الجسد، حتى موسى نفسه لم يستطع أن يرى ويُعاين الله كما هو في طبيعة جوهره وكمال نوره، لأن الله قال له لا يراني إنسان (طبيعي) ويعيش، لازم ينال الإنسان الطبع السماوي وتنغرس فيه الطبيعة الإلهية ويعيش بنفس ذات النور عينه فيستطيع في تلك الحالة أن يرى ويعاين مجد الله الحي.
فاعلموا يقيناً أن طالما الأهواء والشهوات تتحكم في النفس،
فإن هذه النفس لا تنتمي إلى جسد المسيح،

لا تنتمي إلى جسد النور، بل هي في الحقيقة جسد الظلمة ولا تزال جزءاً لا ينفصل من الظلمة، أما الذين لهم حياة روح النور، أي قوة الروح القدس فإنهم جزء لا ينفصل من النور، لذلك لا يُمكن يتم إرشاد أحد بعمل أعمال تخلصه من طبيعة الظلمة التي يحيا بها وفيها، وتنقله للنور، لأن النور الحقيقي أتى إلى العالم بحسب التدبير ليبدد ظلمة النفس التي تاتي إليه بإيمان تتوسل وتطلب أن تنذبح بواسطة قوته، فتموت عن عالم الظلمة الخبيث وبالتالي تموت فيها روح الخطية، فتلبس وننال حياة الروح السماوي، وننتقل من حيث الظلمة إلى نور المسيح وتعيش في راحته.
أيهاً الخدام والخادمات وكل قارئ اعلموا يقيناً أن الرب يسوع أتى ليحقق ملكوت الله،
وهو المالك والسيد على النفوس وهو قائدها في موكب نصرته كل حين، ويقول القديس مقاريوس الكبير في إحدى عظاته:

[فكما أن المركبات تتسابق في الميدان والمركبة التي تسبق الأخرى تصير لها مانعاً وحاجزاً وعائقاً، حتى أنها لا تستطيع ان تتقدم وتصل إلى النصرة، وهكذا أيضاً سباق أفكار النفس والخطيئة في الانسان. فإذا حدث أن سبق فكر الخطيئة فانه يعوق النفس ويحجزها ويمنعها، حتى أنها لا تستطيع أن تقترب إلى الله وتنال النصرة منه. ولكن حيث يركب الرب ويمسك بزمام النفس بيديه فانه دائماً يغلب لأنه بمهارة يدير ويقود مركبة النفس إلى ذهن سماوي ملهم كل حين. وهو - أي الرب - لا يحارب ضد الخبث إذ له دائماً القوة الفائقة والسلطان في نفسه، بل هو يصنع النصرة بنفسه]
===================
+ ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح، بالنعمة أنتم مخلصون؛ لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله؛ لا بأعمال في برّ عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس. (أفسس 2: 5 و8؛ تيطس 3: 5)
+ فإذ لنا أيها الإخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع. طريقاً كرسه لنا حديثاً حياً بالحجاب أي جسده. وكاهن عظيم على بيت الله. لنتقدم بقلب صادق، في يقين الإيمان، مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير، ومغتسلة أجسادنا بماء نقي، لنتمسك بإقرار الرجاء راسخاً لأن الذي وعد هو أمين (عبرانيين 10: 19 – 23)



via †† ارثوذكس †† https://ift.tt/3dEQhta

0 التعليقات: