Wednesday, December 28, 2011

الخدمة محبة

الخدمة محبة
. الخدمة محبة إنها محبة تملأ قلب الخادم نحو الله وملكوته, ونحو الناس وبخاصة الصغار منهم.
هو يحب الله, ويريد أن الجميع يحبونه. وهو يحب الناس, ويريد أن يوصلهم إلى الله. وتعبيره عن هذه المحبة التي في قلبه, هو الخدمة.
فالخدمة هي نتيجة طبيعية لشيء أعظم من الخدمة, هو المحبة.
إذن الخدمة هي حب في القلب, فاض على هيئة خدمة.. هي شهوة في قلب الخادم, أن يوصل الناس إلى الله على قدر ما يستطيع, وبخاصة الذين اؤتمن على خدمتهم.
وإذا خلت الخدمة من الحب, تصبح خدمة جافة, وعملاً روتينياً, أو عملاً آلياً خالياً من الروح, وتتحول إلى مجرد تدريس معلومات, أو إلى مجرد نشاط علمي أو نشاط اجتماعى..
أما عندما نحب المخدومين كما يحبهم الله, وعندما نحبهم كما يحبنا الله.. فحينئذ نصل إلى مثالية الخدمة..
وما دمنا لا نستطيع أن نصل إلى هذه الدرجة من الحب.. فلنحاول أن تمتلئ قلوبنا بالحب نحو المخدومين, على قدر ما تتسع قلوبنا للحب..
وإذا تأملنا خدمة السيد المسيح, نجد دعامتها المحبة. فقد قيل عنه أنه
"أحب خاصته الذين في العالم, أحبهم حتى المنتهى"
(يو 13: 1).
وحتى عمل الفداء, قيل عنه أيضاً
"هكذا أحب الله العالم, حتى بذل ابنه الوحيد, لكي لا يهلك كل من يؤمن به, بل تكون له الحياة الأبدية"
(يو 3: 16).
وأنت: لا تستطيع أن تكون ذا تأثير روحي في إنسان, إلا إذا كانت هناك محبة بينك وبينه.
وبهذه المحبة, يثق بك, ويقبل كلامك, ويفتح لك قلبه, فتعرف احتياجاته الروحية. وبكل ذلك يمكنك أن توصله إلى الله وملكوته..
الخادم إذن في مدارس الأحد, هو إنسان محب ومحبوب. يحب تلاميذه, وتلاميذه يحبونه, ويحب الخدمة, وتسرى محبتها في قلبه وفي كل كيانه.
الخادم الذي يحب مخدوميه, تكون خدمته لهم ممزوجة بالعاطفة:
إذا غاب واحد منهم, يحزن لغيابه, لأنه مشتاق إليه, وقد حُرم منه في ذلك الأسبوع. وإن حضر في فصله 28 تلميذاً من ثلاثين, يكون مشتاقاً إلى الأثنين الباقيين. وعندما يفتقد أحد تلاميذه, تظهر عاطفته في الافتقاد.
ليست خدمته خدمة رسميات ولا شكليات, بل محبة لله وللناس.
وهو في كل نشاط خدمته, لا يركز على ذاته, لكي يبدو أمام نفسه خادماً صالحاً وأميناً في الخدمة, وليس خوفاً من محاسبة الله له, وإنما يخدم حباً لمخدوميه.
وعندما يحضر درساً, يكون كل همه أن يعطى تلاميذه كل ما عنده. لذلك يبحث عن القصص التي يسرون بسماعها. بل ويجمع كل الأفكار النافعة لهم, وكل المعلومات المشوقة.. لا لكي يكون الدرس ممتازاً ومثالياً, وإنما لأن المحبة من طبيعتها إسعاد الآخرين والعمل على منفعتهم, والتعب والبذل لأجل ذلك.
من كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي


from †† ارثوذكس ††




ifttt puts the internet to work for you. via task 398879

0 التعليقات: