Wednesday, January 25, 2012

رحله مع الالام ....3 كاس الالم ... للراهب كاراس المحرقي

رحله مع الالام


للراهب كاراس المحرقي

كــــــأس الألـــــــم

أيها الألم .
يا من صرت بذوراً تنمو فى بستان الحياة
ريحاً تسرى مع أنفاس البشر.
لن نخافك بعد
عندما تعبث أصابعك الحادة فى أجسادنا
أو تُمزّق سهامك المسمومة أحلامنا
أو تنبت أزهارك الكريهة الرائحة فى حقول أفراحنا
أو تقصف بمناجلك النارية سنابل قمحنا
أو تغزو بجيوشك البربرية قصور عواطفنا وحصون لذاتنا
لن نهابك لأنَّ ربى يسوع قد مسّك بلمسة إلهية
فصرت رسالة مقدسة كما حملها ابن البشر سنحملها بشكر وفرح.




إنَّ هناك خليجاً يتثاءب بين الذين يُحِبونك والذين يبغضونك
الذين يؤمنون بقيمتك والذين لا يؤمنون
ولكن مهما بنى البشر جسراً فوق خليجك الناريّ
لكي لا تدخل إليهم أمواجك المشتعلة
فأنا أؤمن أنَّ الذى عاش على الأرض بجسد مثلنا، وقد أصابته سهامك النارية
قادر أن يُعيننا ويُعطينا قوة على احتمالك
أؤمن أنَّ يسوعي البار قد رفعك علي أجنحة حُبِه وطار أمامنا نحو دائرة النور!
فصار الألم ظلاماً رأينا من خلاله أنوار السماء‍‍‍‍‍!
حقاً إننى لا أعرف لماذا تبدأ حياة أطفال كثيرين فى رحم الألم وشبابهم فى خريف دائم من الحزن!
أو لماذا فتيات كثيرات يذهبن إلى القبور فى عذريتهن!
أو لماذا تبعث بنا الأرض إلى الصحراء لتقذفنا الجبال بحجارتها الصماء!
فمـن العجب أن تُعطي الأرض الأشرار الجذور الخصبة التى ترضع من ثدييها
والأجنحة التى بها يطيرون ليشربوا ويمتلئوا من ندى فضائها
فى الوقت الذى تمنع ثمرها عن أولادها الأبرار
وتسد آبارها لكي لا يرتووا من مائها..!




لكني أعترف بأنَّ الأعمى لا يكسر القيثارة
لأنَّه لا يرى الموسيقى فى أعماقها
تُرى من يستطيع أن ينظر بعينيه العصارة التى تُغذي الكرمة المُباركة!
فسر الأسرار سيبقى كما هو مُغلَّفاً!
وهل كان أحد يظن أنَّ الذى مات سوف يغلب الموت بموته
والذى دُفن فى الأرض جسداً مهشماً، سيقوم بجسد نورانى يحمل مجداً قوة!



لقد عبّر السيد المسيح عن آلامه بأنَّها كأس خُصصت له، كما تُخصص الكأس لكل مدعو فى الولائم والأفراح
وذلك لأنَّ يوم صلبه هو في الحقيقة يوم عرسه وفرح قلبه
الذي ارتبط فيه مع كنيسته المقدسة بزيجة روحية
أمَّا المهر الذي قدمه لعروسه، فكان دمه الطاهر الذى قد سُفك على عود الصليب !!



إنَّها كأس سوف يشربها حتى نهايتها وسواء كانت
هذه الكأس كبيرة أو صغيرة
ممتلئة أو فارغة.
فستظل لامعة ببلورها على مائدة الله فى السماء.


from †† ارثوذكس ††




ifttt puts the internet to work for you. via task 398879

0 التعليقات: