Saturday, May 12, 2012

أمية التصرف





" كن قدوة للمؤمنين في الكلام في ( التصرف ) في المحبة في الروح في الايمان في الطهارة "
(1تي 4 : 12)


أمية التصرف

--------------


نخطأ كثيرا حينما نصدق أن الجهل فى التصرف لا علاقة له بالنجاح و السعادة فى الحياة .. و لتصيحيح هذا الخطا يلزمنا الرجوع للتاريخ لمعرفة كيف ساهمت أميه التصرف فى فشل حياة الكثيرين بل وهلاكهم أيضاً..
إن نظرة واحدة بتدقيق لحياة كلا من شاول الملك وجيحزي ويهوذا وديماس رفيق بولس الرسول تعطى لنا اليقين بان أمية التصرف كفيلة بأن تجعلة فى حياة الإنسان الندم والحزن حتى المنتهى ، كما أن حياة الذين ندموا على تصرفاتهم ولم ينفعهم الندم بشىء تؤكد لنا أن أمية التصرف تحتاج إلى التانى فى القرارت والخطوات ، سيما المصيرية منها والتى لا ينفع بعدها الندم أو الرجوع إلى زمن ما قبل صنعها .. !!


ولاحظ معى صديقي ما يلى :


+ أمية التصرف ربما تكون سببا فى حرمان الإنسان من ملكوت الله ، لان الذى يمجد الله أن نتصرف حسب دعوته ولمجد أسمه العظيم ، أما فى أمية التصرف ليس فقط فقر وسلبية وسكون وكل أمر لا يدعو لمجد الله ، بل وحماقة ربما تكون سببا فى التجديف على الاسم الحسن وطريق الحق ، وهذا ما يحرم الإنسان من دخول ملكوت الله ..


+ لا يمكن أن يخفى ما قد يترتب على أمية التصرف من أمراض ومشاكل ومحن ، وجميعها تزول وتضمحل بالحكمة والمشورة ، ليست الحكمة البشرية التى لا تخدم خلاص الإنسان إلى المنتهى بل الحكمة التى من الله والكفيلة بجعل الإنسان مقتدرا فى الأقوال والأعمال كل حين ، وليست المشورة التى لا تقدم الإنسان فى الإيمان ومعرفة الله بل تلك التى تأتى على ضوء الحق الإلهى المعلن بالإنجيل والقادرة أن تصل بالإنسان إلى حيث يكون الحق واليقين والهدف ..


+ ثمة فارق بين إنسان حكيم فى تصرفاته وأخر فاشل فى تصرفاته ، لان الأول يقوده روح الله إذ خاضع له ومطيع أما الثانى فتملأه الرعونه و الظلمة و التخلف لذا تقوده أرواح غريبة ، الأول يرتضى بالمشورة والنور والحق أما الثانى فلا يقبل إلا ذاته وما يوافق رغباته ، الأول يضع أمامه ثمرة سلوكه وتدبيره أما الثانى فتقوده الرعونة إلى التسرع ثم إلى الخطأ ثم إلى الندم ثم إلى الموت ، الأول عقب كل تصرف منه ينال الطوبى من الاخرين مادحين اياه " ما امجده في تصرفه .. " (سيراخ 50 : 5) أما الثانى فكل تصرف منه سببا للندم والحزن والاشمئزاز ..



+ أمية التصرف لا ترتبط بالمستوى التعليمي والثقافى للإنسان بقدر ارتباطها بضعف صلته بالرب ومحبته للحق ، إذ أن الإنسان الروحي يتصرف حسناً فى كل شىء لأنه منقاد بروح الله الذى يهب للذين يطيعونه المعرفة الحقيقة واليقين والحكمة ، حتى ولو كان هذا الإنسان لم يبلغ بعد مستوى متقدم فى التعليم ، كما أن الإنسان الجسدانى والذى يخضع لغير الرب لا يستطيع أن يتصرف حسنا فى كل شىء لأنه منقاد بعواطفه وشهواته وأفكاره الخاطئة ، الأمور التى من شانها أن تغرق كل إنسان فى بحار الندامة والجهل والتخلف ، حتى ولو كان هذا الإنسان مشهودا له بالمعرفة وقد سبق له أن أحرز مزيدا من التقدم العلمي والثقافي بفضل ما حصل عليه مش شهادات وامتيازات .. إن امية التصرف مرجعها الجهل بأهمية الحياة فى درب الروح بجدية أكثر بكثير من المعرفة البسيطة أو المنعدمة فى الحياة ..



+ لا يمكننا أن ننتظر عملا صالحا من الذين يعانون من أمية التصرف ، بل كل عمل سيصدر منهم سيكون دعوة للاشمئزاز و السخرية والتعليق ، وربما للمسألة والعقاب ..

+ الحكمة فى التصرف لا تنفى الهروب من الشر ، كما ان أمية التصرف لا تبرر الوقوف أمام الشر والاشتراك فيه ..

+ أمية التصرف هى برهان على الحياة فى ظل الجهل بما فى التأنى والصبر والتريث من أهمية للنجاح والفرح والوصول للهدف ..

+ أمية التصرف هى نتيجة منطقية لعدم اللجوء للمشورة ، أو لرفض العمل بها ..

+ أمية التصرف هى ثمرة رديئة من ثمار الأنانية ، لان المحبة تجعلنا نقتدى بأهل الحكمة والمعرفة والفهم ، أما الأنانية فتسلبنا فرصة الاقتناع بما فى هذا الاقتداء من ثمار وبركات وخلاص وأهمية ...

+ أمية التصرف لا يمكن فصلها عن الحياة فى رفض لصوت العقل .. والعقل السليم يجعل فى تصرفاتنا الإقناع والتعفف والنزاهة ...

+ أمية التصرف هى إشارة لكبرياء النفس ، لان الاتضاع يدفع للبحث عن الحق وللتأنى وأخذ المشورة ، ومن ثم النجاح ، أما الكبرياء فيرغم الإنسان على الإعتماد كلية على ذاته وخبراته وأفكاره ..


+ أمية التصرف هى دليل العيش فى ظل الحزن ، لان الأمية تدفع للندم ، والندم يجلب على النفس الغيرة المره والحزن ..


+ أمية التصرف سلوك غير مقدس ، لذا لا نجده فى قاموس الحياة المسيحية ولا فى سير أبطال الإيمان الذين امتلئت حياتهم حكمة فى كل شىء ، سيما فى التصرف ..


+ أمية التصرف لا يمكن أن نُعطى معها القدرة على الثمر والإنجاز والتغيير ، لأن كل أميه ياتى معها التخلف والعجز والفشل ...

+ أمية التصرف كثيرا ماتكون عاملا فى رذل الإنسان وإبعاده عن مواطن الكرامة والتمييز ، والطريق إلى التحرر منها بطلب الحكمة التى من فوق وقبول مشورة العقلاء والحكماء والإقتداء بالسيد المسيح وكل الذين كملوا فى الإيمان ...

+ أمية التصرف هى سبب رئيسى فى أن يلحق بنا الندم والفشل والتخلف والغيرة ...


+ أمية التصرف هى المعطل الرئيسى للفرح بعد أداء الكثير من الأعمال التى يخال لنا أننا سوف نفرح ونسعد بعد القيام بها ..


+ أمية التصرف هى سر من أسرار الفشل فى الاستمرارية و النضوج و الوصول إلى الهدف ..

+ لا يمكن أن تنجح تصرفاتنا متى كانت بعيدة عن روح الله وحق الإنجيل وطاعتهما ..

+ الحكمة تدفعنا للسمو والارتفاع والحياة فى ظل البركة ، أما أمية التصرف فتدفعنا للانحدار والتدنى والسوقية ..

+ يحتاج الإنسان لمحو أمية تصرفاته للإمتلاء الدائم من روح الله ، ليس فقط لان هذا الروح يهب المشورة والحكمة بما يجعل الإنسان فى قوة ويقين وثقة ، بل ولانه قادر بفضل ما يقدمه من مؤازرة ومعرفة وتدبير أن يجعل الإنسان فى سمو وإرتقاء وإرتفاع حسب غنى اهتمامه بوصول كل إنسان إلى قامة ملء المسيح ...


صديقي ، لا يمكن أن لنا أن نتكلم عن خطورة أمية التصرف فى الحياة وعلى كل أفعالنا وتصرفاتنا ، كما لا يمكن أن نصف شدة الحزن والآسى والندم وكل ما يصيب قلب الإنسان عقب كل فشل فى التصرف ، ولكن يمكننا القول ان هناك حكمة عجيبة قادرة ان تقدس تصرفاتك ، بل وكل حياتك ، إنها حكمة الله التى تقدر على ان تجعل من تصرفاتك آيات للمؤمنين ولغير المؤمنين ، اطلبها كل يوم وكل اليوم ، بصراخ ودموع ولجاجة ، حتى لا تكون بعد تصرفاتك مجالا للسخرية والإستهزاء والنقد بل سببا لمجد الله ومحبة الاخرين للحق والنور وعطية الله . لك القرار والمصير !!

------------------------
اذكرونى فى صلواتكم


from †† ارثوذكس ††




ifttt puts the internet to work for you. via task 398879

0 التعليقات: