Wednesday, March 30, 2016

جديد ارثوذكس : رحلتنا في الطريق الروحي وحياة القداسة؛ الجزء الأول: مقدمة

+ رحلتنا في الطريق الروحي وحياة القداسة +
(الجزء الأول)


+++ مقدمة +++
في الواقع المسيحي الأصيل حسب الإنجيل، فأن الله دعانا دعوة شريفة مقدسة لحياة جديدة أبديه، فيها يُعرفنا أبوته مُعلناً محبته الشديدة لنا، ولكنه لم يعلنها كلاماً بل بظهور خاص مُعلن أمام الجميع، لا مجرد زيارات مخصصه لبعض الناس بطرق معينة مختلفة كثيرة، ولا عن طريق وسطاء من أنبياء ولا ملائكة، بل بظهور خاص في نفس ذات الجسد عينه الذي لنا، لأنه لم يحبنا بمنطوق كلام بل بالبذل والعطاء الظاهر الملموس، ولكن عطيته لم تكن عطية عادية بل ببذل ابنه الوحيد لأجل حياة العالم:
+ ولكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا؛ الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبرّ: لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية؛ وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته؛ وعرفتهم اسمك وسأُعرفهم ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به وأكون أنا فيهم. (رومية 5: 8؛ يوحنا 1: 18؛ 3: 16؛ 17: 3، 26)
وهذه الدعوة المقدسة لأجل الحياة في الابن الوحيد (وأكون أنا فيهم) الطريق المؤدي لحضن الآب، تبدأ بالتوبة والإيمان والخروج من حياة حسب الجسد لحياة حسب الروح، وتستمر بالتقديس وتنمو بحياة القداسة في المحبة، فالإنسان المسافر من بلد لأُخرى يحتاج أن يحسب نفقة الطريق ويستعد للسفر بجمع الزاد الذي يكفي رحلته والملابس التي تنفعه والسلاح الذي به يدافع عن نفسه ضد أخطار الطريق، وهكذا أيضاً السائح المسيحي في درب الرب، فهو يحتاج لطعام وشراب وزي خاص يرتديه مع حذاء وسلاح متمرساً في استخدامه لكي يقاوم لصوص الطريق ويغلبهم.

والله حينما دعانا بالمجد والفضيلة مخلصاً إيانا من مذلة العبودية فأن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى، لأنه لم يتركنا لحالنا، بل صار لنا قوتاً وزاداً في الطريق، وهذا هوَّ خلاصة الدعوة وما لنا من الله في الطريق الذي دعانا لنسير فيه نحو الغاية الذي وضعها لنا كالتدبير:
(1) أن لم تؤمنوا إني أنا هوَّ تموتون في خطاياكم: أنا هوَّ الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف؛ متى رفعتم ابن الانسان فحينئذ تفهمون إني أنا هوَّ؛ أنا، أنا هو الماحي ذنوبك لأجل نفسي وخطاياك لا اذكرها. (يوحنا 8: 24؛ 10: 11؛ 8: 28؛ أشعياء 43: 25)
(2) أنا هوَّ نور العالم، من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة؛ أنا هوَّ القيامة والحياة، من آمن بي ولو مات فسيحيا؛ أنا هوَّ الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية؛ أنا هوَّ الباب أن دخل بي أحد فيخلص، ويدخل ويخرج ويجد مرعى؛ أنا هوَّ خبز الحياة من يُقبل إليَّ فلا يجوع، ومن يؤمن بي فلا يعطش أبداً؛ أنا هوَّ الخبز الحي الذي نزل من السماء، أن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد، والخبز الذي أنا أُعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم (يوحنا 8: 12؛ 11: 25؛ تثنية 5: 6؛ يوحنا 10: 9؛ 6: 35؛ 6: 51)
فمجموعة الآيات الأولى تُعبَّر عن القاعدة والأساس المبني عليه مسيرتنا في الطريق وهو رفع عائق الخطية والموت، أي الخلاص وكيفية الحصول عليه بالإيمان؛ أما مجموعة الآيات الثانية تُعبِّر عن السير في الطريق بتبعية المسيح القيامة والحياة الأبدية.
بالطبع سبق وتكلمنا عن موضوع الدعوة الإلهية (في الموضوع السبق من هنـــــــــــــا)، ولن نعيد الموضوع مرة أخرى لكننا سنتحدث فقط عن مسيرتنا الجديدة في طريق الحياة الأبدية، لأن كل طريق وله شروط المسير فيه، وأي خروج عن الطريق يجعل الإنسان يتوه ويضل ويذهب لطرق أخرى قد يهلك فيها، لأنه لن يصل لهدفه بل سيضل عنه وينساه، لأنه توجد إغراءات بطرق تظهر مستقيمة لكن نهايتها الموت.
_______________
في الجزء الثاني سنتحدث عن: بداية الطريق والجذب الإلهي


via †† ارثوذكس †† http://ift.tt/1om7T2F

0 التعليقات: