Thursday, November 17, 2016

جديد ارثوذكس : سؤال عن النهضة العظيمة في مصر ومنها للعالم ورجوع الناس للمسيح الرب



سؤال خاص من أحد الأحباء:

أسمع كثيراً من بعض الخدام والوعاظ أنه سيحدث نهضة كبيرة في العالم ويؤمن الكثيرين بالمسيح، لأنه لن يأتي الرب إلا بعد نهضة قوية وظهور إيمان يجتاح العالم كله وعودة الناس للمسيح وعلى الأخص مصر التي منها سيخرج نهضة عظيمة للغاية ثم بعد ذلك يظهر الرب على السحاب، ما مدى صحة هذا الكلام !!!
_____ الإجابة _____
سلام لشخصك العزيز، اخي الحبيب حسب إعلان الكتاب المقدس أن كل هذا الكلام تخيلات صادره من بعض الناس الذين يهتاجون عاطفياً لأنهم لا ينظرون لإعلان الإنجيل الصادق، لأن الرب لم يقل هذا الكلام بل نطق بما هو عكسه على خط مستقيم، وحتى الرسل أنفسهم لوعيهم لما قاله الرب نطقوا بإلهام الروح القدس ونطقه الخاص وقالوا عكس الكلام الذي يقوله بعض وعاظ اليوم والخدام الذين لا يرون الصورة كاملة حسب إعلان الحق وليس حسب عواطفهم الشخصية المتسرعة..
لأنه ليس معنى ان هناك أناس يحضرون بعض الاجتماعات بأعداد غفيرة وان بعض الناس عرفوا التعليم الصحيح وحدثت استنارة فكرية أن هناك نهضة عظيمة وإيمان قوي وعودة النفوس لمسيح القيامة والحياة، لأن العبرة ليست بحضور اجتماعات أو بسماع كلمات خلاصية كما يُقال، أو بقراءة كتب عميقة ولا حتى التعرف على التراث الابائي بكل عمقه واتساعه، ولا حتى بالمواظبة على الاجتماعات، بل العبرة بالشركة الشخصية مع الله ومحبته بحفظ وصاياه، لأن هو اللي قال من يحبني يحفظ وصاياي، وايضاً بأمنة القلب للنفس الأخير في الثبات في حياة الشركة الإلهية التي تظهر في المخدع في الخفاء امام الله الحي وليست أمام الناس...
وأيضاً الحياة المسيحية لا تقاس بكثرة الخدمات ولا شكل الأعمال الخارجية بل في ثبات الإيمان وقبول الضيقات بشكر، لأن لو كنت تُريد أن تعرف مدى صحة الإيمان وقوته، أنظر لأي إنسان (يقول انه مؤمن) في الشدائد والضيقات أن كان ثابت على إيمانه وفي سلام أم أنه عايش في اضطراب وقلق شديد مع حزن عميق وشكوى دائمة، لأن إبراهيم أب الآباء ظهر إيمانه بالله الحي حينما أطاع صوته وقدم ابنه الذي قبل فيه المواعيد دون أن يتذمر أو يدخل في صراع مع نفسه أو لام الله، وايضاً أنظر محنة وضيقات الرسل كيف زادوا فرحاً حينما أُهينوا من أجل المسيح الرب، ومن هنا فقط يظهر صحة الإيمان الحقيقي لأنه يُمتحن بالصبر.

عموماً أرجو أن تركز في هذه الآيات الهامة للغاية والتي تُجيب عن تساؤلاتك وتظهر مدى الفكار الذي يأتي من الناس وبعيد كل البًعد عن الإعلان الصادق الذي أظهره العهد الجديد:
+ ولكن متى جاء ابن الانسان ألعله يجد الإيمان على الأرض (لوقا 18: 8)
+ ولكن الروح يقول صريحاً: أنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان تابعين أرواحاً مُضلة وتعاليم شياطين (1تيموثاوس 4: 1 )
+ لا يخدعنكم أحد على طريقة ما لأنه لا يأتي (المسيح الرب في مجيئه الثاني) أن لم يأتِ الارتداد أولاً ويُستعلن إنسان الخطية ابن الهلاك؛ أو بمعنى آخر ويعتبر أدق: لاَ تَدَعُوا أَحَداً يَخْدَعُكُمْ بِأَيَّةِ وَسِيلَةٍ! فَإِنَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ لاَ يَأْتِي دُونَ أَنْ يَسْبِقَهُ انْتِشَارُ الْعِصْيَانِ وَظُهُورُ الإِنْسَانِ الْمُتَمَرِّدِ، ابْنِ الْهَلاَكِ (2تسالونيكي 2: 3)
والتسؤال هل الكتاب المقدس يخدعنا والرسول يقول كلام مخالف لوعاظ اليوم عن أنه لا يخدعنا أحد باي وسيلة لأن ذلك اليوم لن يأتي دون ان يسبقه انتشار العصيان وظهور التمرد عند الكثيرين ورفض الوصيا وعدم الحياة بها، عموماً وبحسب الخيرة فأن كثيرين على مدى الأيام قالوا انهم مؤمنين واليوم ما أبعدهم عن المسيح الرب وهناك انتشار حالة ضعف عام والمسيحية قُلبت - عند كثيرين - لفلسفة وكلام عميق وصحيح 100% لكن للأسف بدون حياة تطبيقية فعلية عند الكثيرين ومعظمهم خدام وخادمات ومن لهم الشكل الكنسي.. الخ، لذلك ينبغي أن ننتبه لأنفسنا لئلا نسقط لأنه مكتوب: لذلك يجب أن نتنبه أكثر إلى ما سمعنا لئلا نفوته؛ فلنجتهد أن ندخل تلك الراحة لئلا يسقط أحد في عبرة العصيان هذه عينها (عبرانيين 2: 1؛ 4: 11)
أخي الحبيب لا تتكل على هذا الكلام وتستند عليه انتبه لحياتك وفقط عيش كما يحق لإنجيل المسيح بكل تقوى وثبات في الإيمان الحي مع كثرة الصلوات والجلوس بكثرة وكثافة عند كلمة الحياة لكي تستقي منها ماء الحياة الأبدية فتفرح وتشبع بمسيح القيامة والحياة وتصير شهادة حية وسط جيل معوج كثر فيه الكلام عن الله وضعفت حياته وصارت هزيلة وبالكاد يحيا حياة بسيطة هامشية مع الله تسنده سند خفيف لأنه مكتوب: لولا أن رب الجنود أبقى لنا بقية صغيرة لصرنا مثل سدوم وشابهنا عمورة (أشعياء 1: 9)
وليس لي أن أختم إلا بما قاله المسيح الرب والرسول: لِتَكُنْ أَحْقَاؤُكُمْ مُمَنْطَقَةً وَسُرُجُكُمْ مُوقَدَةً (لو 12 : 35)، لكي تكونوا بلا لوم وبسطاء أولاداً لله بلا عيب في وسط جيل معوج وملتوٍ تضيئون بينهم كأنوار في العالم (فيلبي 2: 15)، فلنصلي لكي يحفظنا الله ثابتين في الإيمان الحي العامل بالمحبة، كن معافي باسم الرب إلهنا آمين


via †† ارثوذكس †† http://ift.tt/2fYenCL

0 التعليقات: