Tuesday, July 24, 2018

جديد ارثوذكس : إرشاد هام في التوبة السليمة - كيف تثبت توبتك




إرشاد هام في التوبة
كيف تثبت في التوبة

ليترك الشرير طريقه ورجل الإثم أفكاره،
وليتب إلى الرب فيرحمه
و (ليرجع) إلى إلهنا

لأنه يُكثر الغفران (إشعياء 55: 7)
(ليترك) يعني يطوى صفحة،
يُقلع عن كل عاداته القديمة، يتحول عن طريقة الرديء الذي يسير فيه، يتخلى عن كل ما يميل قلبه إليه، يُهمله تماماً، أي يترك من قلبه تماماً كل ما يحركه بعيداً عن الله، بمعنى أن يقف وقفة جادة مع نفسه أمام الوصية المقدسة ويُنهى كل ما يعوقه عن شركته مع الله، يفارقه، ينبذه، يهجره.
فالتائب مثل إنسان كان يرتدي ثوباً رثاً ممزقاً ذو رائحة كريهة،
وكان معتاداً عليه ولم يشعر برائحته النتنة ولم يرى منظره القبيح قبلاً، فكان يتباهى بشكله أمام نفسه وأمام الجميع إلى أن أتى في النور ووقف أمام المرآة فهاله المنظر وشعر بقبحه الشديد، فخلع ثوبه الرث وذهب للاستحمام وارتدى ملابس جديدة وهندم منظره وصار جميلاً، هكذا أيضاً كل من يقف أمام مرآة الوصية المقدسة بإخلاص ورغبة معرفة الله الحي، فأنه يكتشف حاله المُذري فيقف يتحاجج أمام الله خالعاً عنه حياته القديمة طالباً نعمة بثقة فيمن يحبه أكثر من نفسه: هلم نتحاجج يقول الرب أن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج، أن كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف (إشعياء 1: 18)، فيدخل في سر الغفران والحياة الجديدة المقدسة الشريفة، فيصير خليقة جديدة في المسيح يسوع ربنا ويحيا بالتقوى والقداسة.
فالتوبة الحقيقية عزيزي القارئ
تبدأ من (ترك الأفكار) وإعادة النظر في موقفي؛ أي أُغير رأيي، ثم أرجع وأعود ملتمساً الصفح والرحمة من إلهي الحي الذي يُحبني جداً: ولكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا (رومية 5: 8)
فمن يُريد أن يتوب عليه أن يتخلى
عن أفكاره القديمة العبثية كلها ويترك طريقه الذي يسير فيه، وليرجع للرب إلهه فيرحمه [يشفق عليه؛ ينحو عليه برَأفَة؛ يرحْمَه؛ يباركه؛ يتراءف عليه]، ويُكثر الغفران [يُضاعف الغفران بوفرة وغزارة لأنه حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جداً (رومية 5: 20)]
مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات؛ لا بأعمال في برّ عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس (1بطرس 1: 3؛ تيطس 3: 5)
وعلينا أن نحذر وننتبه:
(1) لا تبحث عن أعذار لأي سقطة أو خطية ارتكبتها،
لأن هذه علامة أكيدة من علامات عدم التوبة الحقيقية، لأن من يُريد أن يتوب يعترف أمام نفسه وأمام الله الحي بمرضه لكي يُشفى، فمن يرتدي الثوب الرث القبيح الذي يُمرض جسده، ولا يعترف أنه قبيح فكيف له أن يخلعه، لأن من يضع الحجج لارتدائه ذلك الثوب فأنه يرفض أن يخلعه.

(2) إياك أن تفكر في خطاياك القديمة وطرق السقوط فيها،

فتتحدث عنها وتأتي بسيرتها وتتذكر مواقفها وتظن أنك بذلك تعترف بها، بل أطرحها عنك ولا تذكر تفاصيلها، لأنك لو تذكرتها فستقع فيها مرة ومرات ولن تبرح أفكارك إطلاقاً، فمن يُريد أن يتخلى عن حياته القديمة لا يذكر منها شيئاً بل يوجه نظره للأمام ولا يعود للخلف أبداً مثل امرأة لوط التي نظرت للخلف فتحولت لعمود ملح لأن قلبها كان في المدينة الخاطئة ولم تستطع أن تتخلى عن ذكريات حياتها القديمة في مدينة الهلاك، فلا تلتفت لحياتك في المدينة القديمة، بل ثبت نظرك على ملكوت السماوات وصلي دائماً قائلاً: نجيني من تذكر الشرّ الملبس الموت؛ ولا تنسى المكتوب: فلو ذكروا ذلك الذي خرجوا منه لكان لهم فرصة للرجوع (عبرانيين 11: 15)


via †† ارثوذكس †† https://ift.tt/2mDGYRP

0 التعليقات: