Tuesday, July 24, 2018

جديد ارثوذكس : الطريق الغير سوي - إرشاد وتوجيه هام في التوبة

أحياناً كثيرة حينما نقع في الخطية ونُريد أن نتوب عنها، فأننا نسير في طرق أكثر خطورة من وقوعنا في الخطية ذاتها، لأن البعض يحاول أن يُعاقب نفسه ويؤدبها ليرتاح من ثقل السقوط، فيجلدها بتبكيت قاسي مُرّ قد يصل به لحد المرض النفسي، أو يصوم صوم مبالغ فيه إلى أن يفقد كل قواه البدنية فيمرض الجسد، أو يحاول أن ينتقم من نفسه بأي صورة أو شكل آخر.

عزيزي القارئ أحذر جداً، لأن هناك طرق تبدو مستقيمة في عين الإنسان لكي يتخلص من تأنيب الضمير ووجعه المؤلم والخجل الذي يعتلي النفس (بسبب اجتراف الشرّ) مع حزن مر وتعب نفسي رهيب، لكن كل هذه الطرق طرق ضلال تتعب النفس وتفقدها التوجه الصحيح، لأن حينما نستفيق من غفلتنا بعد أن تممنا الخطية للنهاية يحدث تشويش عظيم، وندخل في رؤية ضبابية كثيفة، ونمكث في منطقة رمادية لا نستطيع ان نعرف فيها يمين من يسار، فنتخبط ونسير على غير هُدى، لكن في تلك الحالة لا ينبغي أن نفكر كثيراً أو نسير وفق ما يأتي علينا من أفكار مهما ما كانت مُريحة ومُسكنة للضمير، لأن الكتاب المقدس فيه العلاج واضح ولا يحتاج منا كل هذه الأعمال لأنها أعمال فساد نابعة من الذات وليست من الله، والعلاج الظاهر في الكتاب المقدس هو: توبوا
والتوبة في الكتاب المقدس تعني أولاً: توبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تأتي أوقات الفرج من وجه الرب (أعمال 3: 19)
ثانياً واضحة في مثل الابن الذي ترك بيت أبيه إذ قال قبل عودته المباشرة: أقوم وأذهب إلى أبي وأقول له يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك (لوقا 15: 18)
فالمعنى باختصار: ليترك الشرير طريقه ورجل الإثم أفكاره وليتب إلى الرب فيرحمه وإلى إلهنا لأنه يُكثر الغفران (أشعياء 55: 7)
ويلخص الرسول المعنى ويوضحه بشدة كمنهج حياة لكل مسيحي قائلاً:
هَذَا وَإِنَّكُمْ عَارِفُونَ الْوَقْتَ أَنَّهَا الآنَ سَاعَةٌ لِنَسْتَيْقِظَ مِنَ النَّوْمِ، فَإِنَّ خَلاَصَنَا الآنَ أَقْرَبُ مِمَّا كَانَ حِينَ آمَنَّا، قَدْ تَنَاهَى اللَّيْلُ وَتَقَارَبَ النَّهَارُ، فَلْنَخْلَعْ أَعْمَالَ الظُّلْمَةِ وَنَلْبَسْ أَسْلِحَةَ النُّورِ، لِنَسْلُكْ بِلِيَاقَةٍ كَمَا فِي النَّهَارِ، لاَ بِالْبَطَرِ وَالسُّكْرِ، لاَ بِالْمَضَاجِعِ وَالْعَهَرِ، لاَ بِالْخِصَامِ وَالْحَسَدِ، بَلِ الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيراًلِلْجَسَدِ لأَجْلِ الشَّهَوَاتِ (رومية 13 : 11 - 14)
فعلاج الإنجيل علاج إيجابي 100%، ولا يعرف السلبية ولا حتى عقوبة وجلد الذات، لذلك علينا أن نتحرك لا وفق أفكارنا الخاصة التي تأتي علينا، بل نسير ونسلك وفق إعلان الإنجيل من أجل حياتنا، ولا يصح أن نبكت أنفسنا ونحكم عليها، لأن كل هذا قد يمرضنا، لكن ينبغي أن نخضع لإرشاد روح الله، لأنه حينما يُبكت يُعطي حياة وشفاء، لأن تبكيته ليس تبكيت جلد الذات إنما هو تبكيت أبوي صالح للنفس، لأنه حينما يبكت على ترك الوصية فأنه يقدم نور الحياة ودم المسيح الرب الذي يُطهر من أي خطية (سواء سهواً أو عن عمد)، ويعالج النفس ويشفيها بصليب المسيح الحي، فهو لا يُبكت من أجل التبكيت في ذاته، بل لكي تحزن النفس الحزن الإيجابي المؤدي للتوبة من جهة أنها أخطأت لأنها تركت النور الحقيقي، وذلك لكي تعود إليه أكثر قوة واكثر تمسكاً.
لذلك يا إخوتي احذروا من الأفكار الباطلة التي يسوقها عدو كل خير في أفكاركم أو التي تأتيكم من ذواتكم ونفسيتكم المحطمة، ولا تطيعوا آخر سوى إنجيل خلاصنا، فأن أخطأ أحد فليقوم فوراً ويُصلي ويطلب الله ويقرأ الإنجيل، منتظراً قوة نعمة الله المُخلِّصة أن تحل عليه وتسنده بالمحبة الإلهية الخالصة.
فلا يتسرع أحد بوضع قانون على نفسه من ذاته ويظن أن هذا هو طريق التوبة، بل ليُصلي ثم يُصلي ثم يُصلي ويتضرع لإله الرحمة والمحبة ويقرأ كلمة الحياة مُسترشداً بخطى الآباء المرشدين في طريق التقوى.

إلهنا الصالح الحي مُحب البشر، يحفظ الجميع من الخطية ودمارها،
ويُعطي الكل نعمة حسب صلاح محبته الفائق آمين


via †† ارثوذكس †† https://ift.tt/2JR1SpI

0 التعليقات: