Saturday, November 24, 2012

جديد ارثوذكس : إلهي إلهي لماذا تركتني




لماذا صرخ يسوع على الصليب

"إلوي إلوي لَمَا شبقتني"


الذي تفسيره:

إلهي إلهي لماذا تركتني؟



أليس هو الله نفسه؟

فكيف يقول:

إلهي إلهي لماذا تركتني...


يجزع بعض المسيحيين أمام هذه الكلمات، و يقولون: لماذا قال الله مثل هذه الكلمات الصعبة؟


و المسلمين و غير المسيحيين عموماً يرون فيها أنها دليل قاطع على خطأ المسيحية، و تأليه السيد المسيح...



لكن الحقيقة، أن الإيمان المسيحي يقوم على هذه العبارة...

بدون هذه العبارة، عقيدة الفداء نفسها تتزعزع!!!



المسيح فداؤه كامل...

لذلك فقد جاز عنا الموت بكل بشاعته وأنواعه و اختبره تماماً مثلنا...



لقد أخذ خطايا كل الإنسانية و خطايا هذا الدهر، و كأنها خطاياه الشخصية...

و ذاق كل مرارتها و آلامها...

(كما يقول بولس الرسول: "صار خطية لأجلنا")



خطيئة آدم أماتته موتاً:

1-
جسدياً:

حيث تنفصل نفسه عن جسده

2- أدبياً:

باللعنة...و صار يخاف الحيوانات مثلاً...


3-
روحياً:

بالبعد عن الله

4- أبدياً:

في الجحيم...



و المسيح ذاق الموت بكل سلطانه (سلطان الموت)

مات على خشبة

(ملعون كل من علق على خشبة)


وجسدياً..

و نزل إلى الجحيم...

و حطمه و أخذ نفوس الأبرار...



لكن أين هو الموت الروحي؟

إنه يظهر تماماً في هذه العبارة:

"إلهي إلهي لماذا تركتني"



لقد ذاق يسوع مرارة البعد عن الله، و كأن الخطية هي خطيته...

الفداء لم يكن تمثيلية...

بل لقد حمل يسوع عنا فعلاً كل خطايا هذا الدهر...


و كل تبعاتها و آلامها...



و الجحيم ليس فقط مكان العذاب..

بل أهم شيء فيه هو الحرمان من حب الله و القرب منه...


و هذا ما اختبره المسيح...



لاهوتياً بالطبع هو كلمة الله...

لا يمكن أن يكون قد انفصل عن الآب...


لكنه اختبر تماماً الانفصال عن الله...

هذا الذي اختبره آدم و أولاده بالخطية...



النفس اليائسة لا تطلب الله....

لكنه صلى إلى الله في عمق آلامه التي لا يمكن لأي بشري تصورها....

و لا يحتملها إلا الإله المتجسد...



فالمسيح هنا يصرخ، نائباً عن الخاطئ الذي كان يجب أن يحتمل ذلك العذاب، و ذلك الترك، "إلهي إلهي لماذا تركتني"



المسيح اختبر بالفعل تبعات الخطايا كلها و كأنه هو المخطئ، كأنها خطاياه هو الشخصية في جسده الخاص...



و غالباً كان السيد المسيح يصلي المزمور 22...



1 إِلَهِي!

إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي بَعِيداً عَنْ خَلاَصِي عَنْ كَلاَمِ زَفِيرِي؟



2 إِلَهِي فِي النَّهَارِ أَدْعُو فَلاَ تَسْتَجِيبُ. فِي اللَّيْلِ أَدْعُو فَلاَ هُدُوءَ لِي.



3 وَأَنْتَ الْقُدُّوسُ الْجَالِسُ بَيْنَ تَسْبِيحَاتِ إِسْرَائِيلَ.
4 عَلَيْكَ اتَّكَلَ آبَاؤُنَا. اتَّكَلُوا فَنَجَّيْتَهُمْ.



5
إِلَيْكَ صَرَخُوا فَنَجُوا. عَلَيْكَ اتَّكَلُوا فَلَمْ يَخْزُوا.

...



و هذا المزمور فيه نبوات عن آلامه، و فيه بالطبع الإيمان بخلاص الرب و تسبيحه...

و لا يمكن أن ينم عن يأس...


لكنه بسبب أتعابه الجسدية لم يكمله بشفتيه....

و لكن في قلبه...



لقد علمنا يسوع في هذه الكلمات أن الشكوى لله و الصراخ إليه في عمق آلامنا هو شيء محبوب و مرغوب فيه...



إذاً فكما قلنا...

المسيح اختبر تماماً كل آلام الخطية...


و أهمها عذاب الجحيم، حيث يفقد الإنسان صلته بالله ويحرم من محبته و علاقته به...



و بهذه الكلمات العميقة جداً...

أكد يسوع أن الفداء حقيقي و كامل...

و ليس مجرد تمثيلية أو ظاهرياً فقط...

يا لعظمة تدبير إلهنا، و حبه و رحمته...




مأخوذ عن كتاب

"كلمات المسيح على الصليب"

للأب أنتون يكونيارس










via †† ارثوذكس †† http://www.orsozox.com/forums/showthread.php?t=78371&goto=newpost

0 التعليقات: