Saturday, April 28, 2018

جديد ارثوذكس : الطريقة السليمة لشرح الكتاب المقدس شرحاً سليماً



بالنسبة للطريقة السليمة لشرح الكتاب المقدس
بعد البحث والتدقيق التاريخي في طريقة فهم وشرح الكتاب المقدس، وجدت مستويات مترابطة يتم من خلالها وضع الشرح بشكل مُميز لتوصيل المفهوم والمعنى بطريقة دقيقة، لأن الدراسة كانت دائماً (على مستوى العهدين سواء عند المعلمين اليهود الأتقياء أو الآباء القديسين المعلمين في الكنيسة) تتمركز في حوالي خمسة مستويات متراصة ومترابطة مع بعضها البعض، وهي كالتالي:
(1) المستوى البسيط المُباشر:
أي القراءة العامة بتركيز للتطلع على الكتاب المقدس ككل، ثم كل سفر على حده، مع التركيز على كل حدث منفرد لفهمه من جهة الأحداث كما هي دون شرح أو تفسير أو تأويل (أي معرفتها في ذاتها كما هي).
(2) المستوى الحرفي:
أي فهم المعنى الحرفي للكلمات والتعبيرات والألفاظ (في لغتها الأصلية) في حدود المفهوم التاريخي والثقافي في العصر التي تم كتابة فيه السفر نفسه.
(3) مستوى البحث أو الدراسة:
أي فهم المعنى للكلمات عن طريق المقارنة والمقابلة مع الكلمات الموازية الواردة في الكتاب المقدس (التي تتفق مع نفس المفهوم) مع الاحتفاظ بقوام النص نفسه، وتمييز الاختلاف في المعاني من جهة الاستقلالية، بمعنى أنه توجد أحياناً بعض الألفاظ المكررة والمقابلة في نصوص أُخرى لكنها لا تتجه او تُشير لنفس المعنى في النص المُراد شرحه، لذلك ينبغي الانتباه لموضع النص وموضوعه الخاص والحفاظ على قوامه المتميز، لأنه يُحدد المعنى الذي ينبغي أن نفهمه ونشرحه حسب القصد منه بالرغم من وجود نفس اللفظة في موضع آخر، أي ينبغي الحفاظ على المعنى في داخل إطار النص التي وجدت فيه وعدم الخروج عنه بسبب وجود نفس التعبير في موضع آخر، لأنه ينبغي على الشارح أن ينتبه لحود المعنى في إطار النص الموجود فيه، والسفر ككل.
(4) مستوى الرمز:
أي فهم رمزية النص من خلال التلميحات والإشارات التي أتت فيه، وهذا بالطبع يتطلب الفحص الدقيق لكيلا تختلط الأمور، لأن أحياناً كثيرة توجد أحداث أو كلام مباشر لا يحمل أي إشارة أو تلميح لأي رمزية أي ليس له أي شكل من أشكال الرمزية، ومع ذلك يوجد بعض العلماء والمفسرين الذين ألبسوا الرمزية لبعض المواقف والأحداث والكلمات التي ليس فيه أي ملامح للرمزية.
(5) مستوى الأسرار والألغاز:
أي استنباط المعاني الباطنية والماورائية المستترة في داخل النصوص المقدسة، وهي تُسمى الأمور الأخروية أي الاسخاتولوچية، وهذه تظهر عادةً في الأسفار الرؤيوية والتي يصعب جداً فهما وشرحها وتفسيرها.
وطبعاً يلزمنا أن نعي وندرك
أنه ينبغي أن يسبق هذا كله ويوجد على رأسه وهو الاستنارة: [فتح ذهنهم ليفهموا الكتب]، لأن بدون أن يستنير الإنسان بفتح ذهنه بالروح، فأنه لن يستطيع أن يفهم الكتاب المقدس فهماً سليماً حسب قصد الله أبداً مهما ما بذل من مجهود، ومهما ما كانت عنده قدرات عقلية فذة، كما أنه يتعوق في شرح الكتاب المقدس بدون تقوى وحياة روحية سليمة، لأن الرسول يقول: لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَتَنَاوَلُ اللَّبَنَ هُوَ عَدِيمُ الْخِبْرَةِ فِي كَلاَمِ الْبِرِّ لأَنَّهُ طِفْلٌ، وَأَمَّا الطَّعَامُ الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ، الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ (عبرانيين 5: 13، 14)
فأن كان الإنسان يحيا على مستوى الطفولة الروحية، ولم يتناول بعد الطعام القوي الذي للبالغين، وصار له الحواس المدربة على التمييز بين الخير والشر، فكيف لهُ أن يتعمق في كلمة الله على مستوى البرّ ليغوص فيها ويتشرب من ماءها الحي، ويأخذ منها ليُعطي الآخرين ليرتووا ويشبعوا ويفرحوا، ثم تنغرس فيهم مثل البذرة فتُخلِّص نفوسهم، لأن الإنسان الروحاني الذي أخذ نعمة من الله للتعليم والشرح والتفسير، مثل الزارع الذي يُلقي البذار الصالحة، أما أن انعدم الزارع من هذه البذار الصالحة فأنه سيزرع البذار الفاسدة التي تُخرج الزرع الرديء.
لذلك أيها الأحباء، ينبغي أن نطلب الاستنارة وعطية الإفراز والتمييز، لنستطيع أن نفهم كلمة الله بدقة وتدقيق شديد، لكي نأخذ منها الطعام القوي لنكون قادرين – حسب ما نلنا من نعمة الله – أن نقدم هذا الطعام الصالح للجميع، للتقوية والتثبيت في طريق البرّ والحياة آمين


via †† ارثوذكس †† https://ift.tt/2KmI8vR

0 التعليقات: